حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما * (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين) * الآية قال: فأنزل الله تعالى بعد هذه الآية * (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) * قلت: فكأنه أشار بهذا إلى النسخ وهذا القول لا يصح لوجهين:
الأول: أنه إن أشير بقوله: * (والذين هادوا والنصارى) * إلى من كان تابعا لنبيه قبل أن يبعث النبي الآخر فأولئك على الصواب وإن أشير إلى من كان في زمن نبينا صلى الله عليه وسلم فإن من ضرورة من لم يبدل دينه ولم يحرف أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ويتبعه.
والثاني: أن هذه الآية خبر والأخبار لا يدخلها النسخ.
ذكر الآية الثالثة:
قوله تعالى: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته) جمهور المفسرين على أن المراد بالسيئة الشرك فلا يتوجه على هذا القول نسخ أصلا وقد روى السدي عن أشياخه: أن المراد بالسيئة الذنب من الذنوب التي وعد الله تعالى عليها النار فعلى هذا يتوجه النسخ بقوله * (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * على أنه يجوز أن يحمل ذلك على من أتى السيئة مستحلا فلا يكون نسخا.
ذكر الآية الرابعة:
قوله تعالى: * (وقولوا للناس حسنا) * اختلف المفسرون في المخاطبين بهذا على قولين: