تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٧٣
غافر (32 - 28)) الكاذب على الصادق من هذا القبيل أيضا وتفسير البعض بالكل مزيف * (إن الله لا يهدي من هو مسرف) * مجاوز للحد * (كذاب) * في ادعائه وهذا أيضا من باب المجاملة والمعنى انه كان مسرفا كذابا خذله الله واهلكه فتتخلصون منه أو لو كان مسرفا كذابا لما هداه الله بالنبوة ولما عضده بالبينات وقيل أوهم انه عنى بالمسرف موسى وهو يعنى به فرعون * (يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين) * عالين وهو حال من كم في لكم * (في الأرض) * في ارض مصر * (فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) * عنى ان لكم ملك مصر وقد علوتم الناس وقهرتموهم فلا تفسدوا امركم على أنفسكم ولا تتعرضوا لبأس الله اى عذابه فإنه لا طاقة لكم به ان جاءكم ولا يمنعكم منه أحد وقال ينصرنا وجاءنا لأنه منهم في القرابة وليعلمهم بان الذي ينصحهم به هو مساهم لهم فيه * (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى) * اى ما أشير عليكم براي الا بما أرى من قتله يعنى لا استصوب الا قتله وهذا الذي تقولونه غير صواب * (وما أهديكم) * بهذا الرأي * (إلا سبيل الرشاد) * طريق الصواب والصلاح وما أعلمكم الا ما اعلم من الصواب ولا ادخر منه شيئا ولا أسر عنكم خلاف ما اظهر يعنى ان لسانه وقلبه متوطئان على ما يقول وقد كذب فقد كان مستشعرا للخوف الشديد من جهة موسى عليه السلام ولكنه كان يتجلد ولولا استشعاره لم يستشر أحدا ولم يقف الامر على الإشارة * (وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب) * أي مثل أيامهم لأنه لما اضافه إلى الأحزاب وفسرهم بقوله * (مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم) * ولم يلتبس ان كل حزب منهم كان له يوم دمار اقتصر على الواحد من الجمع ودأب هؤلاء دؤبهم في عملهم من الكفر والتكذيب وسائر المعاصي وكون ذلك دائبا دائما منهم لا يفترون عنه ولا بد من حذف مضاف اى مثل جزاء دأبهم وانتصاب مثل الثاني بأنه عطف بيان لمثل الأول * (وما الله يريد ظلما للعباد) * اى وما يريد الله ان يظلم عباده فيعذبهم بغير ذنب أو يزيد على قدر ما يستحقون من العذاب يعنى ان تدميرهم كان عدلا لأنهم استحقوه بأعمالهم وهو أبلغ من قوله وما ربك بظلام للعبيد حيث جعل المنفى إرادة ظلم منكر ومن بعد عن إرادة ظلم ما لعبادة كان عن الظلم ابعد وابعد وتفسير المعتزلة بأنه لا يريد لهم ان يظلموا بعيد لان أهل اللغة قالوا إذا قال الرجل لاخر لا أريد ظلما لك معناه لا أريد ان اظلمك وهذا تخويف بعذاب الدنيا ثم خوفهم من عذاب الآخرة بقوله * (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد) *
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»