تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٧١
غافر (26 - 21)) * (كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم) * اى اخر امر الذين كذبوا الرسل من قبلهم * (كانوا هم أشد منهم قوة) * هم فصل وحقه ان يقع بين معرفتين الا ان أشد منهم ضارع المعرفة في أنه لا تدخله الألف واللام فأجرى مجراه منكم شامي * (وآثارا في الأرض) * اى حصونا وقصورا * (فأخذهم الله بذنوبهم) * عاقبهم بسبب ذنوبهم * (وما كان لهم من الله من واق) * ولم يكن لهم شئ يقيهم من عذاب الله * (ذلك بأنهم) * اى الاخذ بسبب انهم * (كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي) * قادر على كل شئ * (شديد العقاب) * إذا عاقب * (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا) * التسع * (وسلطان مبين) * وحجة ظاهرة * (إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا) * هو * (ساحر كذاب) * فسموا السلطان المبين سحرا وكذبا * (فلما جاءهم بالحق) * بالنبوة * (من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه) * اى أعيدوا عليهم القتل كالذي كان أولا * (واستحيوا نساءهم) * للخدمة * (وما كيد الكافرين إلا في ضلال) * ضياع يعنى انهم باشروا قتلهم أولا فما اغنى عنهم ونفذ قضاء الله باظهار من خافوه فما يغنى عنهم هذا القتل الثاني وكان فرعون قد كف عن قتل الولدان فلما بعث موسى عليه السلام وأحس بأنه قد وقع اعاده عليهم غيظا وظنا منه انه يصدهم بذلك عن مظاهرة موسى عليه السلام وما علم أن كيده ضائع في الكرتين جميعا * (وقال فرعون) * لك * (ذروني أقتل موسى) * كان إذا هم بقتله كفوه بقولهم ليس بالذي نخافه وهو أقل من ذلك وما هو الا ساحر وإذا قتلته أدخلت الشبهة على الناس واعتقدوا انك عجزت عن معارضته بالحجة والظاهر أن فرعون قد استيقن انه نبي وان ما جاء به آيات وما هو بسحر ولكن كان فيه خب وكان قتالا سفاكا للدماء في أهون شئ فكيف لا يقتل من أحس بأنه هو الذي يهدم ملكه ولكن كان يخاف ان هم بقتله ان يعاجل بالهلاك وقوله * (وليدع ربه) * شاهد صدق على فرط خوفه منه ومن دعوته ربه وكان قوله ذروني اقتل موسى تمويها على قومه وايهاما انهم هم الذين يكفونه وما كان يكفه الا ما في نفسه من هول الفزع * (إني أخاف) * ان لم اقتله * (أن يبدل دينكم) * ان يغير ما أنتم عليه وكانوا يعبدونه ويعبدون الأصنام
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»