تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٦٩
غافر (16 - 11)) وقيل الموتة الأولى في الدنيا والثانية في القبر بعد الاحياء للسؤال والاحياء الأول احياؤه في القبر بعد موته للسؤال والثاني للبعث * (فاعترفنا بذنوبنا) * لما رأوا الإماتة والاحياء تكررا عليهم علموا ان الله قادر على الإعادة كما هو قادر على الانشاء فاعترفوا بذنوبهم التي اقترفوها من انكار البعث وما تبعه من معاصيهم * (فهل إلى خروج) * من النار اى إلى نوع من الخروج سريع أو بطىء لنتخلص * (من سبيل) * قط أم اليأس واقع دون ذلك فلا خروج ولا سبيل اليه وهذا كلام من غلب عليه اليأس وانما يقولون ذلك تحيرا ولهذا جاء الجواب على حسب ذلك وهو قوله * (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا) * اى ذلكم الذي أنتم فيه وان لا سبيل لكم إلى خروج قط بسبب كفركم بتوحيد الله وايمانكم بالاشراك به * (فالحكم لله) * حيث حكم عليكم بالعذاب السرمد * (العلي) * شانه فلا يرد قضاؤه * (الكبير) * العظيم سلطانه فلا يحد جزاؤه وقيل كان الحرورية اخذوا قولهم حكم إلا لله من هذا وقال قتادة لما خرج أهل حروراء قال علي رضي الله عنه من هؤلاء قيل المحكمون اى يقولون لا حكم الا لله فقال علي رضي الله عنه كلمة حق أريد بها باطل * (هو الذي يريكم آياته) * من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها * (وينزل لكم من السماء) * وبالتخفيف مكي وبصرى * (رزقا) * مطرا لأنه سبب الرزق * (وما يتذكر إلا من ينيب) * وما يتعظ وما يعتبر بآيات الله الا من يتوب من الشرك ويرجع إلى الله فان المعاند لا يتذكر ولا يتعظ ثم قال للمنيبين * (فادعوا الله) * فاعبدوه * (مخلصين له الدين) * من الشرك * (ولو كره الكافرون) * وان غاظ ذلك أعداءكم ممن ليس على دينكم * (رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح) * ثلاثة اخبار لقوله هو مرتبة على قوله الذي يريكم أو اخبار مبتدأ محذوف ومعنى رفيع الدرجات رافع السماوات بعضها فوق بعض أو رافع درجات عباده في الدنيا بالمنزلة أو رافع منازلهم في الجنة وذو العرش مالك عرشه الذي فوق السماوات خلقه مطافا للملائكة اظهار لعظمته مع استغنائه في مملكته والروح جبريل عليه السلام أو الوحي الذي تحيا به القلوب * (من أمره) * من اجل امره أو بأمره * (على من يشاء من عباده لينذر) * اى الله أو الملقى عليه وهو النبي عليه السلام ويدل عليه قراءة يعقوب لتنذر * (يوم التلاق) * يوم القيامة لأنه يلتقى فيه أهل السماء وأهل الأرض والأولون والآخرون التلاقى مكي ويعقوب * (يوم هم بارزون) * ظاهرون لا يسترهم شئ من جبل أو اكمة أو بناء * (لا يخفى على الله منهم شيء) * اى من اعمالهم وأحوالهم * (لمن الملك اليوم) *
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»