غافر (28 - 26)) * (أو أن يظهر) * موسى * (في الأرض الفساد) * بضم الياء ونصب الدال مدنى وبصري وحفص وغيرهم بفتح الياء ورفع الدال والأول أولى لموافقة يبدل والفساد في الأرض التقاتل والتهايج الذي يذهب معه الامن وتتعطل المزارع والمكاسب والمعايش ويهلك الناس قتلا وضياعا كأنه قال إني أخاف ان يفسد عليكم دينكم بدعوتكم إلى دينه أو يفسد عليكم دنياكم بما يظهر من الفتن بسببه وقرأ غير أهل الكوفة وان معناه اني أخاف فساد دينكم ودنياكم معا * (وقال موسى) * لما سمع بما اجراه فرعون من حديث قتله لقومه * (إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب) * وفي قوله وربكم بعث لهم على أن يقتدوا به فيعوذوا بالله عياذة ويعتصموا بالتوكل عليه اعتصامه وقال من كل متكبر لتشمل استعاذته فرعون وغيره من الجبابرة وليكون على طريقة التعريض فيكون أبلغ وأراد بالتكبر الاستكبار عن الاذعان للحق وهو أقبح استكبار وادل على دناءة صاحبه وعلى فرط ظلمه وقال لا يؤمن بيوم الحساب لأنه إذا اجتمع في الرجل التكبر والتكذيب بالجزاء وقلة المبالاة بالعاقبة فقد استكمل أسباب القسوة والجراءة على الله وعباده ولم يترك عظيمة الا ارتكبها وعذت ولذت اخوان وعت بالادغام أبو عمرو وحمزة وعلي * (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه) * قيل كان قبطيا ابن عم لفرعون امن بموسى سرا ومن ال فرعون صفة لرجل وقيل كان إسرائيليا من آل فرعون صلة ليكتم اى يكتم ايمانه من ال فرعون واسمه سمعان أو حبيب أو خربيل أو حزبيل والظاهر الأول * (أتقتلون رجلا أن يقول) * لان يقول وهذا انكار منه عظيم كأنه قيل اترتكبون الفعلة الشنعاء التي هي قتل نفس محرمة ومالكم علة في ارتكابها الا كلمة الحق وهي قوله * (ربي الله) * وهو ربكم أيضا لا ربه وحده * (وقد جاءكم) * الجملة حال * (بالبينات من ربكم) * يعني انه لم يحضر لتصحيح قوله ببينة واحدة ولكن ببينات من عند من أسب اليه الربوبية وهو استدراج لهم إلى الاتعراف به * (وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم) * احتج عليهم بطريق التقسيم فإنه لا يخلو من أن يكون كاذبا أو صادقا فان يك كاذبا فعليه وبال كذبه ولا يتخطاه وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم من العذاب ولم يقل كل الذي يعدكم مع أنه وعد من نبي صادق القول مداراة لهم وسلوكا لطريق الانصاف فجاء بما هو أقرب إلى تسليمهم له وليس فيه نفى اصابه الكل فكأنه قال لهم لعل ما يكون في صدقه ان يصيبكم بعض ما يعدكم وهو العذاب العاجل وفى ذلك هلاككم وكان وعدهم عذاب الدنيا والآخرة وتقديم
(٧٢)