تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٧٠
غافر (21 - 17)) اى يقول الله تعالى ذلك حين لا أحد يجيبه ثم يجيب نفسه بقوله * (لله الواحد القهار) * اى الذي قهر الخلق بالموت وينتصب اليوم بمدلول لمن اى لمن يثبت الملك في هذا اليوم وقيل ينادى مناد فيقول لمن الملك اليوم فيجيبه أهل المحشر لله الواحد القهار * (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب) * لما قرر ان الملك لله وحده في ذلك اليوم عدد نتائج ذلك وهى ان كل نفس تجزى بما كسبت عملت في الدنيا من خير وشر وان الظلم مأمون منه لأنه ليس بظلام للعبيد وان الحساب لا يبطىء لأنه لا يشغله حساب عن حساب فيحاسب الخلق كله في وقت واحد وهو اسرع الحاسبين * (وأنذرهم يوم الآزفة) * اى القيامة سميت بها لازوفها اى لقربها ويبدل من يوم الازفة * (إذ القلوب لدى الحناجر) * اى التراقى يعنى ترتفع قلوبهم عن مقارها فتلصق بحناجرهم فلا هي تخرج فيموتوا ولا ترجع إلى مواضعها فيتنفسوا ويتروحوا * (كاظمين) * ممسكين بحناجرهم من كظم القربة شد رأسها وهو حال من القلوب محمول على أصحابها وانما جمع الكاظم جمع السلامة لأنه وصفها بالكظم الذي هو من افعال العقلاء * (ما للظالمين) * الكافرين * (من حميم) * محب مشفق * (ولا شفيع يطاع) * اى يشفع وهو مجاز عن الطاعة لان الطاعة حقيقة لا تكون الا لمن فوقك والمراد نفى الشفاعة والطاعة كما في قوله ولا ترى الضب بها ينجحر يريد به نفى الضب وانجحاره وان احتمل اللفظ انتفاء الطاعة دون الشفاعة فعن الحسن والله ما يكون لهم شفيع البتة * (يعلم خائنة الأعين) * مصدر بمعنى الخيانة كالعافية بمعنى المعافاة والمراد استراق النظر إلى ما يحل * (وما تخفي الصدور) * وما تسره من أمانة وخيانة وقيل هو ان ينظر إلى أجنبية بشهوة مسارقة ثم يتفكر بقلبه في جمالها ولا يعلم بنظرته وفكرته من بحضرته والله يعلم ذلك كله ويعلم خائنة الأعين خبر من اخبار هو في قوله هو الذي يريكم آياته مثل يلقى الروح ولكن يلقى الروح قد علل بقوله لينذر يوم التلاق ثم استطرد ذكر أحوال يوم التلاق إلى قوله ولا شفيع يطاع فبعد لذلك عن أخواته * (والله يقضي بالحق) * اى والذي هذه صفاته لا يحكم الا بالعدل * (والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء) * والهتهم لا يقضون بشئ وهذا تهكم بهم لان ما لا يوصف بالقدرة لا يقال فيه يقضى أو لا يقضى تدعون نافع * (إن الله هو السميع البصير) * تقرير لقوله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ووعيد لهم بأنه يسمع ما يقولون ويبصر ما يعملون وانه يعاقبهم عليه وتعريض بما يدعون من دونه وانها لا تسمع ولا تبصر * (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا) *
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»