تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٦١
الزمر (63 - 60)) به فإنما جاء التضييع من قبلك فلا عذر لك وبلى جواب لنفي تقديري لان المعنى لو أن الله هداني ما هديت وانما لم يقرن الجواب به لأنه لا بد من حكاية أقوال النفس على ترتيبها ثم الجواب من بينها عما اقتضى الجواب * (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله) * وصفوه بما لا يجوز عليه من إضافة الشريك والولد اليه ونفي الصفات عنه * (وجوههم) * مبتدأ * (مسودة) * خبر والجملة في محل النصب على الحال ان كان ترى من رؤية البصر وان كان من رؤية القلب فمفعول ثان * (أليس في جهنم مثوى) * منزل * (للمتكبرين) * هو إشارة إلى قوله واستكبرت * (وينجي الله) * وينجى روح * (الذين اتقوا) * من الشرك * (بمفازتهم) * بفلاحهم يقال فاز بكذا إذا أفلح به وظفر بمراده منه وتفسير المفازة * (لا يمسهم السوء) * النار * (ولا هم يحزنون) * كأنه قيل وما مفازتهم فقيل لا يمسهم السوء أي ينجيهم بنفي السوء والحزن عنهم أي لا يمس أبدانهم اذى ولا قلوبهم خزي أو بسبب منجاتهم من قوله تعالى فلا نحسبنهم بمفازة من العذاب أي بمنجاة منه لان النجاة من أعظم الفلاح وسبب منجاتهم العمل الصالح ولهذا فسر ابن عباس رضي الله عنهما المفازة بالاعمال الحسنة ويجوز بسبب فلاحهم لان العمل الصالح سبب الفلاح وهو دخول الجنة ويجوز ان يسمى العمل الصالح في نفسه مفازة لأنه سببها ولا محل للايمسهم على التفسير الأول لأنه كلام مستأنف ومحله النصب على الحال على الثاني بمفازاتهم كوفي غير حفص * (الله خالق كل شيء) * رد على المعتزلة والتنوبة وهو على كل شيء وكيل حافظ له مقاليد السماوات والأرض أي هو مالك امرها وحافظها وهو من باب الكناية لان حافظ الخزائن ومدير امرها هو الذي يملك مقاليدها ومنه قولهم فلان ألقيت إليه الملك وهى المفاتيح وأحدها مقليد وقيل ولا واحدلها من لفظها والكلمة أصلها فارسية * (والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون) * هو متصل بقوله وينجى الله الذين اتقوا أي ينجى الله المتقين بمفازاتهم والذين كفروا هم الخاسرون واعترض بينهما بأنه خالق كل شئ فهو مهيمن عليه فلا يخفى عليه شئ من اعمال المكلفين فيها وما يجزون عليها أو بما يليه على أن كل شئ في السماوات والأرض فالله خالقه وفاتح بابه والذين كفروا وجحدوا ان يكون الامر كذلك أولئك هم الخاسرون وقيل سال عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير قوله له مقاليد السماوات والأرض فقال يا عثمان ما سألني عنها أحد قبلك تفسيرها لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده واستغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله هو الأول والاخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيي ويميت
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»