* (بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) * بالقصر وروى أنها نزلت في ثابت بن قيس وكان به وقر فكانوا يوسعون له في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسمع فاتى يوما وهو يقول تفسحوا حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل تنح فلم يفعل فقال من هذا فقال الرجل انا فلان فقال بل أنت ابن فلانه يريد اما كان يعير بها في الجاهلية فخجل الرجل فنزلت فقال ثابت لا افخر على أحد في الحسب بعدها ابدا * (بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) * الاسم ههنا بمعنى الذكر من قولهم طار اسمه في الناس بالكرام أو باللؤم وحقيقته ما سما من ذكره وارتفع بين الناس كأنه قيل بئس الذكر المرتفع للمؤمنين بسبب ارتكاب هذه الجرائم ان يذكروا بالفسق وقوله بعد الايمان استقباح للجمع بين الايمان وبين الفسق الذي يخطره الايمان كما تقول بئس الشأن بعد الكبرة الصبوة وقيل كان في شتائمهم لمن اسلم من اليهود يا يهودي يا فاسق فنهو عنه وقيل لهم بئس الذكر ان تذكروا الرجل بالفسق واليهودية بعد ايمانه * (ومن لم يتب) * عما نهى عنه * (فأولئك هم الظالمون) * وحد وجمع للفظ من ومعناه * (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن) * يقال جنبه الشر إذا ابعده عنه وحقيقته جعله في جانب فيعدى إلى مفعولين قال الله تعالى واجنبني وبنى ان نعبد الأصنام ومطاوعه اجتنب الشر فنقص مفعولا والمأمور باجتنابه بعض الظن وذلك البعض موصوف بالكثرة الا ترى إلى قوله * (إن بعض الظن إثم) * قال الزجاج هو ظنك باهل الخير سوء فاما أهل الفسق فلما ان نظن فيهم مثل الذي ظهر منهم أو معناه اجتنابا كثيرا أو احترزوا من الكثير ليقع التحرز عن البعض والاثم الذنب الذي يستحق صاحبه العقاب ومنه قيل لعقوبته الآثام فعال منه كالنكال والعذاب * (ولا تجسسوا) * اى لا تتبعوا عورات المسلمين ومعايبهم يقال تجسس الامر إذا تطلبه وبحث عنه تفعل من الجس وعن مجاهد خذوا ما ظهر ودعوا ما ستر الله وقال سهل لا تبحثوا عن طلب معايب ما ستره الله على عباده * (ولا يغتب بعضكم بعضا) * الغيبة الذكر بالعيب في ظهر الغيب وهى من الاغتياب كالغيلة من الاغتيال وفي الحديث هو ان تذكر أخاك بما يكره فإن كان فيه فهو غيبه والا فهو بهتان وعن ابن عباس الغيبة ادام كلاب الناس * (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) * ميتا مدنى وهذا تمثيل وتصوير لما يناله المغتاب من عرض المغتاب على أفحش وجه وفيه مبالغات منها الاستفهام الذي معناه التقرير ومنها جعل ما هو في الغاية من الكراهة وصولا بالمحبة ومنها اسناد الفعل إلى أحدكم والاشعار بان أحدا من الاحدين لا يحب ذلك ومنها ان لم يقتصر على تمثيل الاغتياب بأكل لحم الانسان حتى جعل الانسان أخا ومنها ان لم يقتصر عل لحم الأخ حتى جعل ميتا وعن قتادة كما تكره إن وجدت جيفة مدودة ان تأكل منها كذلك فأكره لحم أخيك وهو حي وانتصب ميتا على الحال من اللحم
(١٦٦)