تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٦٤
* (وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق) * حال موقعها من الاستدراك وهو مخالفة ما بعدها لما قبله نفيا واثباتا * (وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر) * وهو تغطية نعم الله وغمطها بالجحود * (والفسوق) * وهو الخروج عن محجة الايمان بركوب الكبائر * (والعصيان) * وهو ترك الانقياد لما امر به الشارع * (أولئك هم الراشدون) * اى أولئك المستثنون هم الراشدون يعنى أصابوا طريق الحق ولم يميلو ا عن الاستقامة والرشد الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه من الرشادة وهى الصخرة * (فضلا من الله ونعمة) * الفضل والنعمة بمعنى الافضال والانعام والانتصاب على المفعول له اى حبب وكره للفضل والنعمة * (والله عليم) * بأحوال المؤمنين وما بينهم من التمايز والتفاضل * (حكيم) * حين يفضل وينعم بالتوفيق على الأفاضل * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) * وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس بعض الأنصار وهو على حمار فبال الحمار فأمسك ابن أبي بأنفه وقال خل سبيل حمارك فقد اذانا نتنه فقال عبد الله بن رواحه والله ان بول حماره لاطيب من مسكك ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطال الخوض بينهما حتى استبا وتجالدا وجاء قوماهما وهما الأوس والخزرج فتجالدوا بالعصى وقيل بالأيدي والنعال والسعف فرجع إليهم رسول له صلى الله عليه وسلم فاصلح بينهم ونزلت وجمع اقتتلوا حملا على المعنى لان الطائفتين في معنى القوم والناس وثنى في فأصلحوا بينهما نظر إلى اللفظ * (فإن بغت إحداهما على الأخرى) * البغى الاستطالة والظلم واباء الصلح * (فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء) * اى ترجع والفىء الرجوع وقد سمى به الظل والغنيمة لان الظل يرجع بعد نسخ الشمس والغنيمة ما يرجع من أموال الكفار إلى المسلمين وحكم الفئة الباغية وجوب قتالها ما قاتلت فإذا كفت وقبضت عن الحرب أيديها تركت * (إلى أمر الله) * المذكور في كتابه من الصلح وزوال الشحناء * (فإن فاءت) * عن البغى إلى امر الله * (فأصلحوا بينهما بالعدل) * بالانصاف * (وأقسطوا) * واعدلوا وهو امر استعمال القسط على طريق العموم بعد ما امر به في اصلاح ذات البين * (إن الله يحب المقسطين) * العادلين والقسط الجور والقسط العدل والفعل منه اقسط وهمزته للسلب اى زال القسط وهو الجوار * (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) * هذا تقرير لما الزمه من تولى الاصلاح بين من وقعت بينهم المشاقة من المؤمنين وبيان ان الايمان قد عقد بين أهله من السبب القريب والنسب اللاصق ما ان لم يفضل الاخوة لم ينقص عنها ثم قد جرت العادة على أنه إذا نشب مثل ذلك بين الأخوين ولا الزم السائر ان يتناهضوا في رفعه وازاحته بالصلح بينهما فالاخوة في الدين أحق
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»