تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٥٣
* (السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما) * * (السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) * اى ولله جنود السماوات والأرض يسلط بعضها على بعض كما يقتضيه علمه وحكمته ومن قضيته ان سكن قلوب المؤمنين بصلح الحديبية ووعدهم ان يفتح لهم وانما قضى ذلك ليعرف المؤمنون نعمة الله فيه ويشكروها فيثيبهم ويعذب الكافرين والمنافقين لما غاظهم من ذلك وكرهوه * (الظانين بالله ظن السوء) * وقع السوء عبارة عن رداءة الشئ وفسادة يقال فعل سوء اى مسخوط فاسدوا المراد ظنهم ان الله تعالى لا ينصر الرسول والمؤمنين ولا يرجعهم إلى مكة ظافرين فاتحيها عنوة وقهرا * (عليهم دائرة السوء) * مكي وأبو عمرو اى ما يظنونه ويتربصونه بالمؤمنين فهو حائق بهم ودائر عليهم والسوء الهلاك والدمار وغيرهما دائرة السوء بالفتح أي الدائرة التي يذمونها ويسخطونها السوء والسوء كالكره والكره والضعف والضعف الا ان المفتوح غلب في أن يضاف اليه ما يراد ذمه من كل شئ واما السوء فجاز مجرى الشر الذي هو نقيض الخير * (وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا) * جهنم * (ولله جنود السماوات والأرض) * فيدفع كيد من عادى نبيه عليه السلام والمؤمنين بما شاء منها * (وكان الله عزيزا) * غالبا فلا يرد بأسه * (حكيما) * فيما دبر * (إنا أرسلناك شاهدا) * تشهد على أمتك يوم القيامة وهذه حال مقدرة * (ومبشرا) * للمؤمنين بالجنة * (ونذيرا) * للكافرين من النار * (لتؤمنوا بالله ورسوله) * والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولامته * (وتعزروه) * وتقووه بالنصر * (وتوقروه) * وتعظموه * (وتسبحوه) * من التسبيح أو من السبحة والضمائر لله عز وجل والمراد بتعزيز الله تعزيز دينه ورسوله ومن فرق الضمائر فجعل الأولين للنبي صلى الله عليه وسلم فقد ابعد ليؤمنوا مكي وأبو عمرو والضمير للناس وكذا الثلاثة الأخيرة بالياء عندهما * (بكرة) * صلاة الفجر * (وأصيلا) * الصلوات الأربع * (إن الذين يبايعونك) * اى بيعة الرضوان ولما قال * (إنما يبايعون الله) * أكده تأكيدا على طريقة التخييل فقال * (يد الله فوق أيديهم) * يريد ان
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»