تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٠٧
الشورى (51 - 48)) * (إن عليك إلا البلاغ) * ما عليك الا تبليغ الرسالة وقد فعلت * (وإنا إذا أذقنا الإنسان) * المراد الجمع لا الواحد * (منا رحمة) * نعمة وسعة وامنا وصحة * (فرح بها) * بطر لأجلها * (وإن تصبهم سيئة) * بلاء كالمرض والفقر ونحوهما وتوحيد فرح باعتبار اللفظ والجمع في أن تصبهم باعتبار المعنى * (بما قدمت أيديهم) * بسبب معاصيهم * (فإن الإنسان كفور) * ولم يقل فإنه كفور ليسجل على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعم كما قال إن الانسان لظلوم كفار والكفور البليغ الكفران والمعنى انه يذكر البلاء وينسى النعم ويغمطها قيل أربد به كفران النعمة وقيل أريد به الكفر بالله تعالى * (لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم) * اى يقرنهم * (ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) * لما ذكر إذاقة الانسان الرحمة واصابته بضدها اتبع ذلك ان له تعالى الملك وانه يقسم النعمة والبلاء كيف أراد ويهب لعباده من الأولاد ما يشاء فيخص بعضا بالإناث وبعضا بالذكور وبعضا بالصنفين جميعا ويجعل البعض عقيما والعقيم التي لا تلد كذلك رجل عقيم الا إذا كان لا يولد له وقدم الإناث أولا على الذكور لان سياق الكلام انه فاعل لما يشاؤه لا ما يشاؤه الانسان فكان ذكر الإناث اللاتي من جملة مالا يشاؤه الانسان أهم والاهم واجب التقديم وليلى الجنس الذي كانت العرب تعده بلاء ذكر البلاء ولما اخر الذكور وهم احقاء بالتقديم تدارك تأخيرهم بتعريفهم لان التعريف تنويه وتشهير ثم اعطى بعد ذلك كلا الجنسين حقه من التقديم والتأخير وعرف ان تقديمهن لم يكن لنقدمهن ولكنن لمقتض آخر فقال ذكرانا وإناثا وقيل نزلت في الأنبياء عليهم السلام حيث وهب لوط وشعيب إناثا ولإبراهيم ذكورا ولمحمحد صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ذكورا وإناثا وجعل يحيى و عيسى عليهما السلام عقيمين * (إنه عليم) * بكل شئ * (قدير) * قادر على كل شئ * (وما كان لبشر) * وما صح لاحد من البشر * (أن يكلمه الله إلا وحيا) * اى الهاما كما روى نفث في زوعى أو رؤيا في المنام كقوله عليه السلام رؤيا الأنبياء وحى وهو كأمر إبراهيم عليه السلام بذبح الولد * (أو من وراء حجاب) * اى يسمع كلاما من الله كما سمع موسى عليه السلام من غير أن يبصر السامع من يكلمه وليس المراد به حجاب الله تعالى لان الله تعالى لا يجوز عليه ما يجوز على الأجسام من الحجاب ولكن المراد به ان لا سامع محجوب عن الرؤية في الدنيا * (أو يرسل رسولا) * اى يرسل ملكا * (فيوحي) * اى الملك اليه قيل وحيا كما أوحى إلى الرسل
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»