تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١١٣
الزخرف (33 - 28)) وجعل إبراهيم عليه السلام كلمة التوحيد التي تكلم بها وهى قوله انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني * (كلمة باقية في عقبه) * في ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله ويدعو إلى توحيده * (لعلهم يرجعون) * لعل من اشرك منهم يرجع بدعاء من وحد منهم والترجى لإبراهيم * (بل متعت هؤلاء وآباءهم) * يعنى أهل مكة وهم من عقب إبراهيم بالمد في العمر النعمة فاعتروا بالمهلة وشغلوا بالتنعم واتباع الشهوات وطاعة الشيطان عن كلمة التوحيد * (حتى جاءهم الحق) * القران * (ورسوله) * اى محمد عليه السلام * (مبين) * واضح الرسالة بما معه من الآيات البينة * (ولما جاءهم الحق) * القران * (قالوا هذا سحر وإنا به كافرون وقالوا) * فيه متحكمين بالباطل * (لولا نزل هذا القرآن) * فيه استهانة به * (على رجل من القريتين عظيم) * أي رجل عظيم من احدى القريتين كقوله يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان أي من أحدهما والقريتان مكة والطائف وعنوا بعظيم مكة الوليد بن المغيرة وبعظيم الطائف عروة بن مسعود الثقفي وأرادوا بالعظيم من كان ذا مال وذا جاه ولم يعوفوا أن العظيم من كان عند الله عظيما * (أهم يقسمون رحمة ربك) * أي النبوة الهمزة للانكار المستقل بالتجهيل والتعجيب من تحكمهم في اختيار من يصلح للنبوة * (نحن قسمنا بينهم معيشتهم) * ما يعيشون به وهو أرزاقهم * (في الحياة الدنيا) * أي لم نجعل قسمة الا دون إليهم وهو الرزق فكيف النبوة أو كما فضلت البعض على البعض في الرزق فكذا أخص بالنبوة من أشاء * (ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) * اى جعلنا البعض أقوياء وأغنياء وموالى والبعض ضعفاء وفقراء وخدماء * (ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) * ليصرف بعضهم بعضا في حوائجهم ويستخدموهم في مهنهم ويتسخروهم في أشغالهم حتى يتعايشوا ويصلوا إلى منافعهم هذا بماله وهذا بأعماله * (ورحمة ربك) * أي النبوة أو دين الله وما يتبعه من الفوز في المآب * (خير مما يجمعون) * مما يجمع هؤلاء من حطام الدنيا ولما قلل أمر الدنيا وصغرها اردفه بما يقرر قلة الدنيا عنده فقال * (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة) * ولولا كراهة أن يجتمعوا على الكفر ويطبقوا عليه * (لجعلنا) * لحقارة الدنيا عندنا * (لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج) *
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»