تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٦٤
ص الآية 35 فأيقن سليمان بالفتنة فأتى آصف فقال لسليمان إنك مفتون بذنبك والخاتم لا يتماسك في يدك أربعة عشر يوما ففر إلى الله تائبا وإني أقوم مقامك وأسير بسيرتك إلى أن يتوب الله عليك ففر سليمان هاربا إلى ربه وأخذ آصف الخاتم فوضعه في أصبعه فثبت فهو الجسد الذي قال الله تعالى (وألقينا على كرسيه جسدا) فأقام آصف في ملكه يسير بسيرته أربعة عشر يوما إلى أن رد الله على سليمان ملكه فجلس على كرسيه وأعاد الخاتم في يده فثبت وروي عن سعيد بن المسيب قال احتجب سليمان عن الناس ثلاثة أيام فأوحى الله إليه احتجبت عن الناس ثلاثة أيام فلم تنظر في أمور عبادي فابتلاه الله عز وجل وذكر حديث الخاتم وأخذ الشيطان إياه كما روينا وقيل قال سليمان يوما لأطوفن الليلة على نسائي كلهن فتأتي كل واحدة بابن يجاهد في سبيل الله ولم يستثن فجامعهن فما خرج له منهن إلا شق مولود فجاءت به القابلة فألقته على كرسيه فذلك قوله تعالى (وألقينا على كرسيه جسدا) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان أنا شعيب ثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ قال سليمان لأطوفن الليلة على تسعين امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل ونسي فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل وأيم الله الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون وقال طاوس عن أبي هريرة لأطوفن الليلة بمائة امرأة قال له الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي وأشهر الأقاويل أن الجسد الذي ألقي على كرسيه هو صخر الجني فذلك قوله عز وجل (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب) أي رجع إلى ملكه بعد أربعين يوما فلما رجع 35 (قال رب اغفر لي وهب ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) قال مقاتل وابن كيسان لا يكون لأحد من بعدي قال عطاء بن أبي رباح يريد هب لي ملكا لا تسلبنيه في آخر عمري وتعطيه غيري كما استلبته في ما مضى من عمري (إنك أنت الوهاب) قيل سأل ذلك ليكون آية لنبوته ودلالة على رسالته ومعجزة وقيل سأل ذلك ليكون علما على قبول توبته حيث أجاب الله دعاءه ورد إليه ملكه وزاده فيه وقال مقاتل بن حيان كان لسليمان ملكا ولكنه أراد بقول (لا ينبغي لأحد من بعدي) تسخير الرياح والطير والشياطين بدليل ما بعده أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل بن بشار ثنا محمد بن زياد عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»