تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٦٨
ص الآية 61 67 قدمتموه لنا) يقول الأتباع للقادة أنتم بدأتم بالكفر قبلنا وشرعتم وسننتموه لنا وقيل أنتم قدمتم هذا العذاب لنا بدعائم إيانا إلى الكفر (فبئس القرار) أي فبئس دار القرار جهنم 61 (قالوا) يعني الأتباع (ربنا من قدم لنا هذا) أي شرعه وسنه لنا (فزده عذابا ضعفا في النار) أي ضعف عليه العذاب في النار قال ابن مسعود يعني حيات وأفاعي 62 (وقالوا) يعني صناديد قريش وهم في النار (ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم) في الدنيا (من الأشرار) يعنون فقراء المؤمنين عمارا وخبابا وصهيبا وبلالا وسلمان رضي الله عنهم ثم ذكروا أنهم كانوا يسخرون من هؤلاء فقالوا 63 (اتخذناهم سخريا) قرأ أهل البصرة وحمزة والكسائي (من الأشرار اتخذناهم) وصل ويكسرون الألف عند الابتداء وقرأ الآخرون بقطع الألف وفتحها على الاستفهام قال أهل المعاني القراءة الأولى أولى لأنهم علموا أنهم اتخذوهم سخريا فلا يستقيم الاستفهام وتكون أم على هذه القراءة بمعنى بل ومن فتح الألف قال هو على اللفظ لا على المعنى ليعادل أم في قوله (أم زاغت عنهم الأبصار) قال الفراء هذا من الاستفهام الذي معناه التوبيخ والتعجب (أم زاغت) أي مالت (عنهم الأبصار) ومجاز الآية ما لنا لا نرى هؤلاء الذين اتخذناهم سخريا لم يدخلوا معنا النار أم دخلوها فزاغت عنهم أبصارنا فلم نرهم حين دخلوا وقيل أم هم في النار ولكن احتجبوا عن أبصارنا فقال ابن كيسان يعني أم كانوا خيرا منا ولكن نحن لا نعلم وكانت أبصارنا تزيغ عنهم في الدنيا فلا نعدهم شيئا 64 (إن ذلك) الذي ذكرت (لحق) ثم بين فقال (تخاصم أهل النار) أي تخاصم أهل النار في النار لحق 65 (قل) يا محمد لمشركي مكة (إنما أنا منذر) مخوف (وما من إله إلا الله الواحد القهار) 66 (رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار) 67 قوله (قل) يا محمد (هو) يعني القرآن (نبأ عظيم) قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وقيل هو يعني القيامة لقوله (عم يتساءلون عن النبأ العظيم)
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»