تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٦٥
ص الآية 36 42 سليمان (رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) فرددته خاسئا \ 36 قوله عز وجل (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء) لينة ليست بعاصفة (حيث أصاب) حيث أراد تقول العرب أصاب الصواب فأخطأ الجواب تريد أراد الصواب 37 (والشياطين) أي سخرنا له الشياطين (كل بناء) يبنون له ما يشاء من محاريب وتماثيل (وغواص) يستخرجون له اللآلىء من البحر وهو أول من استخرج اللؤلؤ من البحر 38 (وآخرين مقرنين في الأصفاد) مشدودين في القيود أي وسخرنا له آخرين يعني مردة الشياطين سخروا له حتى قرنهم في الأصفاد 39 (هذا عطاؤنا) أي قلنا له هذا عطاؤنا (فامنن أو أمسك) المن هو الإحسان إلى من تشيئه ومن لا تشيئه معناه أعط من شئت وأمسك عمن شئت (بغير حساب) لا حرج عليك فيما أعطيت وفيما أمسكت قال الحسن ما أنعم الله على أحد نعمة إلا عليه تبعة إلا سليمان فإن أعطى أجر وإن لم يعط لم يكن علية تبعة وقال مقاتل هذا في أمر الشياطين يعني خل من شئت منهم وأمسك من شئت في وثاقك لا تبعة عليك فيما تتعاطاه 40 (وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب) 41 قوله عز وجل (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب) بمشقة وضر قرأ أبو جعفر (بنصب) بضم النون والصاد وقرأ يعقوب بفتحهما وقرأ الآخرون بضم النون وسكون الصاد ومعنى الكل واحد قال قتادة ومقاتل بنصب في الجسد (وعذاب) في المال وقد ذكرنا قصة أيوب ومدة ابتلائه في سورة الأنبياء عليهم السلام 42 فلما انقضت مدة بلائه قيل له (اركض برجلك) اضرب رجلك الأرض ففعل فنبعت عين ماء (هذا مغتسل) فأمره الله أن يغتسل منها ففعل فذهب كل داء كان بظاهره ثم مشى أربعين خطوة فركض الأرض برجله الأخرى فنبعت عين أخرى ماء عذب بارد فشرب منها فذهب كل داء كان بباطنه فقوله (هذا مغتسل بارد) يعني الذي اغتسل منه بارد (وشراب) أراد الذي شرب منه
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»