تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٦٩
ص الآية 68 75 68 69 (أنتم عنه معرضون ما كان لي من علم بالملأ الأعلى) يعني الملائكة (إذ يختصمون) يعني في شأن آدم عليه السلام حين قال الله تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها) 70 (إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين) قال الفراء إن شئت جعلت (أنما) في موضع رفع أي ما يوحي إلي إلا الإنذار وإن شئت جعلت المعنى ما يوحى إلي إلا أني نذير مبين وقرأ أبو جعفر (إنما) بكسر الألف لأن الوحي قول أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو منصور السمعاني ثنا أبو جعفر الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال مر بنا خالد بن الحلاج فدعاه مكحول فقال يا أبا إبراهيم حدثنا حديث عبد الرحمن بن عائش قال سمعت عبد الرحمن بن عائش الحضرمي يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم \ رأيت ربي في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد قلت أنت أعلم أي رب مرتين قال فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماء والأرض قال ثم تلا هذه الآية (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين) ثم قال فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد قلت في الكفارات قال وما هن قلت المشي على الأقدام إلى الجماعات والجلوس في المساجد خلف الصلوات وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره قال ومن يفعل ذلك يعش بخير ويمت بخير ويكن من خطيئته كيوم ولدته أمه ومن الدرجات إطعام الطعام وبذلك السلام وأن يقوم بالليل والناس نيام قال قل اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون فقال صلى الله عليه وسلم تعلموهن فوالذي نفسي بيده إنهن لحق \ 71 قوله عز وجل (إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين) يعني آدم عليه السلام 72 75 (فإذا سويته) أتممت خلقه (ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت) ألف استفهام دخلت على ألف الوصل (أم كنت من العالمين) المتكبرين استفهام توبيخ وانكار يقول أستكبرت بنفسك حتى أبيت السجود أم كنت من القوم الذين يتكبرون فتكبرت عن السجود لكونك منهم
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»