تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٧٥
الزمر الآية 17 21 17 18 (والذين اجتنبوا الطاغوت) الأوثان (أن يعبدوها وأنابوا إلى الله) رجعوا إلى عبادة الله (لهم البشرى) في الدنيا بالجنة وفي العقبى بالمغفرة (فبشر عباد الذي يستمعون القول) القرآن (فيتبعون أحسنه) قال السدي أحسن ما يؤمرون به فيعملونه وقيل هو أن الله ذكر في القرآن الانتصار من الظالم وذكر العفو والعفو أحسن الأمرين وقيل ذكر العزائم وقيل يستمعون القرآن وغير القرآن فيتبعون القرآن وقال عطاء عن ابن عباس آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا فنزلت فيهم (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) وكله حسن (أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) وقال ابن زيد نزلت (والذين اجتنبوا الطاغوت) الآيتان في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون لا إله إلا الله زيد بن عمرو بن نفيل وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي والأحسن قول لا إله إلا الله 19 (أفمن حق عليه كلمة العذاب) قال ابن عباس رضي الله عنهما من سبق في علم الله أنه من أهل النار وقيل كلمة العذاب قوله (لأملأن جهنم) وقيل كلمة العذاب قوله هؤلاء في النار ولا أبالي (أفأنت تنقذ من في النار) أي لا تقدر عليه قال ابن عباس يريد أبا لهب ولده (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية) أي منازل في الجنة رفيعة وفوقها منازل أرفع منها (تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد) أي وعدهم الله تلك الغرف والمنازل وعدا لا يخلفه أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل حدثني عبد العزيز بن عبد الله حدثني مالك عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم \ قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال \ بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين 21 قوله عز وجل (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه) أدخل ذلك الماء (ينابيع) عيونا وركايا (في الأرض) قال الشعبي كل ماء في الأرض فمن السماء نزل (ثم يخرج به) بالماء
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»