تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٦٧
ص الآية 53 60 53 (هذا ما توعدون) قرأ ابن كثير (يوعدون) بالياء ههنا وفي (ق) أي ما يوعد المتقون وافق أبو عمرو ههنا وقرأ الباقون بالتاء فيهما أي قل للمؤمنين هذا ما توعدون (ليوم الحساب) أي في يوم الحساب 54 (إن هذا لرزقنا ما له من نفاد) فناء وانقطاع 55 (هذا) أي الأمر هذا (وإن للطاغين) للكافرين (لشر مآب) مرجع 56 (جهنم يصلونها) يدخلونها (فبئس المهاد) 57 (هذا) أي هذا العذاب (فليذوقوه حميم وغساق) قال الفراء أي هذا حميم وغساق فليذوقوه والحميم الماء الحار الذي انتهى حره وغساق قرأ حمزة والكسائي وحفص (وغساق) حيث كان بالتشديد وخففها الآخرون فمن شدد جعله اسما على فعال نحو الخباز والطباخ ومن خفف جعله اسما على فعال نحو العذاب واختلفوا في معنى الغساق قال ابن عباس هو الزمهرير يحرقهم ببرده كما تحرقهم النار بحرها قال مقاتل ومجاهد هو الذي انتهى برده وقيل هو المنتن بلغة الترك وقال قتادة هو ما يغسق أي ما يسيل من القيح والصديد من جلود أهل النار ولحومهم وفروج الزناة من قولهم غسقت عينه إذا انصبت والغسقان الانصباب 58 (وآخر) قرأ أهل البصرة (وآخر) بضم الألف على جميع أخرى مثل الكبرى والكبر واختاره أبو عبيدة لأنه نعته بالجمع فقال أزواج وقرأ الآخرون بفتح الهمزة مشبعة على الواحد (من شكله) مثله أي مثل الحميم والغساق (أزواج) أي أصناف أخر من العذاب 59 (هذا فوج مقتحم معكم) قال ابن عباس هذا هو أن القادة إذا دخلوا النار ثم دخل بعدهم الأتباع قالت الخزنة للكفار هذا يعني الأتباع فوج جماعة مقتحم معكم النار أي داخلوها كما أنتم دخلتموها والفوج القطيع من الناس وجمعه أفواج والاقتحام الدخول في الشيء رميا بنفسه فيه قال الكلبي إنهم يضربون بالمقامع حتى يوقعوا أنفسهم في النار خوفا من تلك المقامع فقالت القادة (لا مرحبا بهم) يعني بالأتباع (إنهم صالوا النار) أي داخلوها كما صلينا 60 (قالوا) فقال الأتباع للقادة (بل أنت ملا مرحبا بكم) والمرحب والرحب السعة تقول العرب مرحبا وأهلا وسهلا أي أتيت رحبا وسعة وتقول لا مرحبا بك أي لا رحبت عليك الأرض (أنتم
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»