تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥١٨
سورة العاديات (5 11) (فوسطن به جمعا) أي دخلن به وسط العدو وهم الكتيبة يقال وسطت القوم بالتخفيف ووسطتهم بالتشديد وتوسطهم بالتشديد كلها بمعنى واحد قال القرظي يعني جمع منى أقسم الله بهذه الأشياء (إن الإنسان لربه لكنود) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة لكنود لكفور جحود لنعم الله تعالى قال الكلبي هو بلسان مضر وربيعة الكفور وبلسان كندة وحضرموت العاصي وقال الحسن هو الذي يعد المصائب وينسى النعم وقال عطاء هو الذي لا يعطي في النائبه مع قومه وقال أبو عبيدة هو قليل الخير والأرض الكنود التي لا تنبت شيئا وقال الفضيل بن عياض الكنود الذي آنسته الخصلة الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان والشكور الذي آنسته الخصلة الواحة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة (وإنه على ذلك لشهيد) قال أكثر المفسرين وإن الله على كونه كنودا لشاهد وقال ابن كيسان الهاء راجعة إلى الإنسان أي إنه شاهد على نفسه بما يصنع (وإنه) يعني الإنسان (لحب الخير) أي لحب لمال (لشديد) أي لبخيل أي إن من أجل حب المال لبخيل يقال للبخيل شديد ومتشدد وقيل معناه وإنه لحب الخير لقوي أي شديد الحب للخير أي المال (أفلا يعلم) هذا الإنسان (إذا بعثر) أثير وأخرج (ما في القبور) (وحصل ما في الصدور) أي ميز وأبرز ما فيها من خير أو شر (إن ربهم بهم) جمع الكناية لأن الإنسان اسم الجنس (يومئذ لخبير) عالم قال الزجاج الله خبير بهم في ذلك اليوم وفي غيره ولكن المعنى أنه يجازيهم على كفرهم في ذلك اليوم
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»