سورة التكاثر (5 8) (كلا لو تعلمون علم اليقين) أي علما يقينا فأضاف العلم إلى اليقين كقوله (لهو حق اليقين) وجواب (لو) محذوف أي لو تعلمون علما يقينا لشغلكم ما تعلمون عن التكاثر والتفاخر قال قتادة كنا نتحدث أن علم اليقين أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت (لترون الجحيم) قرأ ابن عامر والكسائي (لترون) بضم التاء من أريته الشيء وقرأ الآخرون بفتح التاء أي ترونها بأبصاركم من بعد (ثم لترونها) مشاهدة (عين اليقين) (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم قال مقاتل يعني كفار مكة كانوا في الدنيا في الخير والنعمة فيسئلون يوم القيامة عن شكر ما كانوا فيه ولم يشكروا رب النعيم حيث عبدوا غيره ثم يعذبون على ترك الشكر هذا قول الحسن وعن ابن مسود رفعه قال (لتسئلن يومئذ عن النعيم) قال الأمن والصحة وقال قتادة إن الله يسأل كل ذي نعمة عما أنعم عليه أخبرنا أبو بكر بن الهيثم الترابي أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ثنا إبراهيم بن خزيم الشاشي ثنا عبد الله بن حميد ثنا شبابة عن عبد الله بن العلاء عن الضحاك بن عرزم الأشعري قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول ما يسأل العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال ألم نصح جسمك ونروك من الماء البارد أخبرنا أبو محمبد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاسي أنا أبو عيسى الترمذي أنا محمد بن إسماعيل ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شيبان أبو معاوية ثنا عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج رسول الل صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد فأتاه أبو بكر فقال ما جاء بك يا أبا بكر فقال خرجت لألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى وجهه وللتسلم عليه فلم يلبث أن جاء عمر فقال ما جاء بك يا عمر قال الجوع يا رسول الله قال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قد وجدت بعض ذلك فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري وكان رجلا كثير النخل والشاه ولم يكن له خدم فلم يجدوه فقالوا لامرأته أين صاحبك فقالت انطلق ليستعذب لنا الماء فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة زعبها ماء فوضعها ثم جاء يلتزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بطاطا ثم انطلق إلى خلة فجاء بقنو فوضعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفلا تنقيت لنا من رطبه وبسره فقال يا رسول الله إني أردت أن تتخيروا من رطبه وبسره فأكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم
(٥٢١)