تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥٠٧
سورة العلق (2 10) موضع آخر من كتابه عن يحيى بن بكير بهذا الإسناد وقال حدثني عبد الله بن محمد ثنا عبد الرزاق أنا معمر قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة وذك الحديث وقال (اقرأ باسم ربك الذي خلق) حتى بلغ (ما لم يعلم) وزاد في آخره فقال وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا حتى يتردى من رؤس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أنا عبد الله بن حامد الوراق أنا مكي بن عبدان أنا عبد الرحمن بن بشر ثنا سفيان عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت أول سورة نزلت قوله عز وجل (إقرأ باسم ربك) قال أبو عبيدة مجازه إقرأ ابسم ربك يعني أن الباء زائدة والمعنى اذكر اسمه أمر أن يبتدئ القراءة باسم الله تأديبا (الذي خلق) قال الكلبي يعني الخلائق ثم فسره فقال (خلق الإنسان) يعني ابن آدم (من علق) جمع علقة (إقرأ) كرره تأكيدا ثم استأنف فقال (وربك الأكرم) فقال الكلبي الحليم عن جهل العباد لا يعجل عليهم بالعقوبة (الذي علم بالقلم) يعني الخط والكتابة (علم الإنسان ما لم يعلم) من أنواع الهدى والبيان وقيل علم آدم الأسماء كله وقيل الإنسان ههنا محمد صلى الله عليه وسلم بيانه وعلمك ما لم تكن تعلم (كلا) حقا (إن الإنسان ليطغى) ليتجاوز حده ويستكبر على ربه (أن) لأن (رآه استغنى) أن رأى نفسه غنيا قال الكلبي يرتفع عن منزلة في اللباس والطعام وغيرهما وقال مقاتل نزلت في أبي جهل كان إذا أصاب مالا اد في ثيابه ومركبه وطعامه فذلك طغيانه (إن إلى ربك الرجعي) أي المرجع في الآخرة (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) نزلت في أبي جهل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»