تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥١٧
سورة العاديات (1 4) مكية وهي إحدى عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم (والعاديات ضبحا) قال ابن عباس عطاء ومجاهد وعكرمة والحسن والكلبي وقتادة ومقاتل وأبو العالية وغيرهم هي الخيل العادية في سبيل الله تضبح والضبح صوت أجوافها إذا عدت قال ابن عباس وليس شيء من الحيوانات يضبح غير الفرس والكلب والثعلب وإنما تضبح هذه الحيوانات إذا تغير حالها من تعب أو فزع وهو من قول العرب ضبحته النار إذا غيرت لونه وقوله (ضبحا) نصب على المصدر مجازه والعاديات تضبح ضبحا وقال علي هي الإبل في الحج تعدو من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى وقال كانت أول غزوة في الإسلام بدرا وما كان معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقدار بن الأسود فكيف تكون الخيل العاديات وإلى هذا ذهب ابن مسعود ومحمد بن كعب والسدي وقال بعض من قال هي الإبل قوله (ضبحا) يعني ضباحا تمد أعناقها في السير (فالموريات قدحا) قال عكرمة وعطاء والضحاك ومقاتل والكلبي هي الخيل تواري النار بحوافرها إذا سارت في الحجارة يعني والقادحات قدحا يقدحن بحوافرهن وقال قتادة هي الخيل تهيج الرحب ونار العداوة بين فرسانها وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس هي الخيل تغزو في سبيل الله ثم تأوي بالليل فيورون نارهم ويصنعون طعامهم وقال مجاهد وزيد بن أسلم هي مكر الرجال يعني رجال الحرب والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه أما والله لأقدحن لك ثم لأورين لك وقال محمد بن كعب هي النيران بجمع (فالمغيرات صبحا) هي الخيل تغير بفرسانها على العدو عند الصباح هذا قول أكثر المفسرين وقال القرظي هي الإبل تدفع بركبانها يوم النحر من جمع إلى منى والسنة أن لا تدفع حتى تصبح والإغارة سرعة السير ومنه قولهم أشرق ثبير كيما نغير (فأثرن به) أي هيجن بمكان سيرها كناية عن غير مذكور لأن المعنى مفهوم (نقعا) غبارا والنقع الغبار
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 ... » »»