السباع وقال سعيد بن جبير خضر لها مناقير صفر وقال قتادة طير سود جاءت من قبل البحر فوجا فوجا مع كل طائر ثلاثة أحجار حجران في رجليه وحجر في منقاره لا تصيب شيئا إلا هشمته (فجعلهم كعصف مأكول) كزرع وتين أكلته الدواب فراثته فيبس وتفرقت أجزاؤه شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث قال مجاهد العصف ورق الحنطة وقال قتادة هو التبن وقال عكرمة كالحب إذا أكل فصار أجوف وقال ابن عباس هو القشر الخارج الذي يكون على حب الحنطة كهيئة الغلاف له سورة قريش مكية وهي أربع آيات بسم الله الرحمن الرحيم سورة قريش (1) (لإيلاف قريش) قرأ أبو جعفر (ليلاف) بغير همز (إلا فهم) طلبا للخفة وقرأ ابن عامر (لالآف) بهمزة مختلسة من غير ياء بعدها وقرأ الآخرون بهمزة مشبعة وياء بعدها واتفقوا غير أبي جعفر في (إيلافهم) أنها بياء بعد الهمزة إلا عبد الوهاب بن فليد عن ابن كثير فإنه قرأ (الفهم) ساكنة اللام بغير ياء وعد بعضهم سورة الفيل وهذه السورة واحدة مهم أبي بن كعب لا فصل بينهما في مصحفه وقالوا الام في (لإيلاف) تتعلق بالسورة التي قبلها وذلك أن الله تعالى ذكر أهل مكة عظيم نعمته عليهم فيما صنع باحبشة وقال (لإيلاف قريش) وقال الزجاج المعنى جعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش أي هلك أصحاب الفيل لتبقى قريش وما ألفوا من رحلة الشتاء والصيف وقال مجاهد ألفوا ذلك فلا يشق عليهم في الشتاء والصيف والعامة على أنهما سورتان واختلفوا في العلة الجالبة للام في قوله (لإيلاف) قال الكسائي والأخفش هي لام العجب يقول اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف وتركهم عبادة رب هذا البيت ثم أمرهم بعبادته كما الحبشة يقال لها الأسود بن مسعود على مقدمة خيله ومره بالغارة على نعم الناس فجمع الأسود إليه أموال
(٥٢٩)