أقسم بصلاة العصر وهي الصلاة الوسطى (إن الإنسان لفي خسر) أي خسران ونقصان قيل أراد به الكافر بدليل أنه استثنى المؤمنين والخسران ذهاب رأس مال الإنسان في هلاك نفسه وعمره بالمعاصي وهما أكبر رأس ماله (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فإنهم ليسوا في خسران (وتواصوا) أوصى بعضهم بعضا (بالحق) بالقرآن قاله الحسن وقتادة وقال مقاتل بالإيمان والتوحيد (وتواصوا بالصبر) على أداء الفرائض وإقامة أمر الله وروى ابن عون عن إبراهيم قال أراد أن الإنسان إذا عمر في الدنيا وهرم لفي نقص وتراجع إلا المؤمنين فإنهم يكتب لهم أجورهم ومحاسن أعمالهم التي كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم وهي مثل قوله (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) سورة الهمزة مكية وهي تسع آيات بسم الله الرحمن الرحيم سورة الهمزة (1) (ويل لكل همزة لمزة) قال ابن عباس هم المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العنت ومعناهما واحد وهو العياب وقال مقاتل الهمزة الذي يعيبك في الغيب واللمزة الذي يعيبك في الوجه وقال أبو العالية والحسن بضده وقال سعيد بن جبير وقتادة الهمزة الذي يأكل لحوم الناس ويغتابهم واللمزة الطعان عليهم وقال ابن زيد الهمزة الذي يهمز الناس بيده ويضربهم واللمزة الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم وقال سفيان الثوري ويهمز بلسانه ويلمز بعينيه ومثله قال ابن كيسان الهمزة الذي يؤذي جليسه بسوء اللفظ واللمزة الذي يومض بعينه ويشير برأسه ويرمز بحاجبه وهما لغتان لفاعل نحو سخرة وضحكة للذي يسخر ويضحك من الناس وأصل الهمز الكسر والعض على الشيء بالعنف واختلفوا فيمن نزلت هذه الآية قال الكلبي نزلت في الأخنس بن شريق بن وهب الثقفي كان يقع في الناس ويغتابهم وقال محمد بن إسحاق ما زلنا نسمع أن سورة الهمزة نزلت في أمية بن خلف
(٥٢٣)