تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥١٩
سورة القارعة (1 11) (القارعة) اسم من أسماء القيامة لأنها تقرع القلوب بالفزع (ما القارعة) تهويل وتعظيم (وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) الفراش الطير التي تراها تتهافت في النار والمبثوث المفرق وقال الفراء كغوغاء الجراد شبه الناس عند البعث بها يموج بعضهم في بعض ويركب بعضهم بعضا من الهول كما قال (كأنهم جراد منتشر) (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) كالصوف المندوف (فأما من ثقلت موازينه) رجحت حسناته (فهو في عيشة راضية) مرضية في الجنة قال الزجاج ذات رضا يرضاها صاحبها (وأما من خفت موازينه) رجحت سيئاته على حسناته (فأمه هاوية) مسكنه النار سمي المسكن أما لأن الأصل في السكون إلى الأمهات والهاوية اسم من أسماء جهنم وهو الهواة لا يدرك قعرها وقال قتادة وهي كلمة عربية كان الرجل إذا وقع في أمر شديد يقال هوت أمه وقيل أراد أم رأسه يعني أنهم يهوون في النار على رؤوسهم وإلى هذا التأويل ذهب قتادة وأبو صالح (وما أدراك ما هيه) يعني الهاوية وأصلها ما هي أدخل الهاء فيها للوقف ثم فسرها فقال (نار حامية) أي حارة قد انتهى حرها
(٥١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 ... » »»