سورة البينة (5 8) (وما أمروا) يعني هؤلاء الكفار (إلا ليعبدوا الله) يعني إلا أن يعبدوا الله (مخلصين له الدين) قال ابن عباس ما أمروا في التوراة والإنجيل إلا بإخلاص العبادة لله موحدين (حنفاء) مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام (ويقيموا الصلاة) المكتوبة في أوقاتها (ويؤتوا الزكاة) عند محلها (وذلك) الذي أمروا به (دين القيمة) أي الملة والشريعة المستقيمة أضاف الدين إلى القيمة وهي نعته لاختلاف اللفظين وأنت القيمة ردا بها إلى الملة وقيل الهاء فيه للمبالغة وقيل القيمة هي الكتب التي جرى ذكرها أي وذلك دين الكتب القيمة فيما تدعو إليه وتامر به كما قال (وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) قال النضر بن شميل سألت الخليل بن أحمد عن قوله (وذلك دين القيمة) فقال القيمة جمع القيم والقيم والقائم واحد مجاز الآية وذلك دين القائمين لله بالتوحيد ثم ذكر ما للفريقين فقال (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية) قرأ نافع وابن عامر (البريئة) بالهمزة في الحرفين لأنه من قولهم برأ الله الخلق وقرأ الآخرون مشددا بغير همز كالذرية ترك همزها في الاستعمال (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جناب عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) وتناهى عن المعاصي وقيل الرضا ينقسم إلى قسمين رضا به ورضا عنه فالرضا به ربا ومدبرا والرضا عنه فيما يقضي ويقدر قال السري رحمه الله إذا كنت لا ترضى عن الله فكيف تسأله الرضا عنك أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن بشار ثنار غندر ثنا شعبة سمعت قتادة عن أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي إن الله تعالى أمرني أن أقرأ عليك (لم يكن الذين كفروا) قال وسماني ربي قال نعم فبكى وقال همام عن قتادة أمرني أن أقرأ عليك القرآن
(٥١٤)