تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٩٢
سورة الشمس (5 8) (والسماء وما بناها) قال الكلبي ومن بناها وخلقها كقوله (فأنكحوا ما طاب لكم من النساء) أي من طاب قال عطاء يريد والذي بناها وقال الفراء والزجاج (ما) بمعنى المصدر أي وبنائها كقوله (بما غفر لي ربي) (والأرض وما طحاها) بسطها (ونفس وما سواها) عدل خلقها وسوى أعضاءها قال عطاء يريد جميع ما خلق من الجن والإنس (فألهمها فجورها وتقواها) قال ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة بين لها الخير والشر وقال في رواية عطية علمها الطاعة والمعصية وروى الكلبي عن آبي صالح عنه عرفها ما تأتي وما تتقى وقال سعيد بن جبير ألزمها فجورها وتقواها قال ابن زيد جعل فيها ذلك يعني بتوفيقه إياها للتقوى وخذلانه إياها للفجور واختار الزجاج هذا وحمل الإلهام على التوفيق والخذلان وهذا يبين أن الله عز وجل خلق في المؤمن التقوى وفي الكافر الفجور أنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أجمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله ثنا موسى بن محمد ثنا علي بن عبد الله أنا عبد الله بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن إبراهيم أنا عروة بن ثابت الأنصاري ثنا يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن الأسود الدبلي قال قال لي عمران بن حصين أرأيت ما يعمل الناس ويكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر سبق أو فيما يستقبلون مما آتاهم به نبيهم وأكدت عليهم الحجة قلت بلي شيء قد قضي عليهم قال فهل يكون ذلك ظلما قال ففزعت منه فزعا شديدا وقلت إنه ليس شيء إلا وهو خلقه وملك يده لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال لي سددك الله إنما سألتك لاختبر عقلك أن رجلا من جهينة أو مزينة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس ويكادحون فيه أشيء قضي عليهم ومضى فيهم من قدر سبق أو فيما يستقبلون به مما أتاهم نبيهم وأكدت به عليهم الحجة فقال لا بل شيء قد قضي عليهم ومضى فيهم قال قلت فيم العمل إذا قال من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يهيئه الله لها وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها) أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا زهير بن معاوية عن أبي الزبير عن دابر قال جاء سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن أرأيت عمرتنا هذه ألعامنا هذا أم للأبد قال بل للأبد قال يا رسول الله بين لنا ديننا كأننا خلقنا الآن فيما العمل اليوم فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير قال ففيم العمل فقال زهير فقال كلمة خفيت على فسألت عنها نسي
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»