سورة البلد (1 4) مكية وهي عشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم (لا أقسم) يعني أقسم (بهذا البلد) يعني مكة (وأنت حل) أي حلال (بهذا البلد) تصنع يه ما تريد من القتل والأسر ليس عليك ما على الناس فيه من الإثم أحل الله لنبيه صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح حتى قاتل وقتل وأمر بقتل ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة ومقيس بن صبابة وغيرهما فأحل دماء قوم وحرم دماء قوم فقال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ثم قال إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض ولم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي وإنما أحلت لي ساعة من نهار فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة والمعنى أن الله تعالى لما أقس بمكة دل ذل على عظيم قدرها مع حرمتها فوعد نبيه صلى الله عليه وسلم أنه يحلها له حتى يقاتل فيها وأن يفتحها على يده فهذا وعد من الله عز وجل بأن يحلها له قال شرحبيل بن سعد ومعنى قوله وأنت حل بهذا البلد قال يحرمون أن يقتلوا بها صيدا ويستحلون إخراجك وقتلك (ووالد وما ولد) يعني آدم عليه السلام وذريته (لقد خلقنا الإنسان في كبد) روى الوالبي عن ابن عباس في نصب قال الحسن يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة وقال قتادة في مشقة فلا تلقاه إلا يكابد أمر الدنيا وقال سعيد بن جبير في شدة وقال عطاء عن ابن عباس في شدة خلق حمله وولادته ورضاعه وفطامه وفصاله ومعاشه وحياته وموته وقالعمروا بن دينار عند نبات أسنانه قال يمان لم يخلق الله خلقا يكابد تما يكابد ابن آدم وهو مع ذلك أضعف الخلق وأصل الكبد الشدة وقال مجاهد وعكرمة وعطية والضحاك يعني منتصبا معتدل القامة وكل شيء خلق فإنه يمشي مكبا وهي رواية مقسم عن ابن عباس والكبد الاستواء والاستقامة وقال ابن كيسان منتصبا رأسه في بطن أمه فإذا أذن الله في خروجه انقلب رأسه إلى رجلي أمه وقال مقاتل في كبد أي في قوة نزلت في أبي الأشد واسمه أسيد بن كلدة الجمحي وكان شديدا
(٤٨٨)