سورة الشمس (9 14) بعد فذكر أنه سمعها فقال (اعملوا فكل مسير لما خلق له) (قد أفلح من زكاها) وهذا موضع القسم أي فازت وسعدت نفس زكاها الله أي أصلحها وطهرها من الذنوب ووفقها للطاعة (وقد خاب من دساها) أي خانت وخسرت نفس أضلها الله فأفسدها وقال الحسن معناه قد أفلح من زكى نفسه فأصلحها وحملها على طاعة الله عز وجل (وقد خاب من دساها) أهلكها وأصلها وحملها على المعصية فجعل الفعل للنفس ودساها أصله دسسها من الدسيس وهو إخفاء الشيء فأبدت السين الثانية ياء والمعنى ههنا أخملها وأخفى محلها بالكفر والمعصية أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني أنا أبو محمد بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن شريك الشافعي أنا عبد الله بن محمد بن مسلم ثنا أبو بكر الجوربردي ثنا أحمد بن حرب ثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان وعبد الله بن الحارث عن زيد بن أرقم قال لا أقول لكم إلا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ونفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعوة لا يستجاب لها قوله عز وجل (كذبت ثمود بطغواها) بطغيانها وعدوانها أي الطغيان حملهم على التكذيب (إذ انبعث أشقاها) أي قام و الإنبعاث هو الإسراع في الطاعة للباعث أي كذبوا بالعذاب وكذبوا صالحا لما انبعث أشقاها وهو قدار بن سالف وكان أشقر أزرق عصير قام لعقر الناقة أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنا موسى بن إسماعيل ثنا وهب ثنا هشام عن أبيه أنه أخبره عبد الله بن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذ انبعث أشقاها) انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في أهله مثل أبي زمعة (فقال لهم رسول الله) صالح (ناقة الله) أي احذروا عقر ناقة الله وقال الزجاج منصوب على معنى ذروا ناقة الله (وسقياها) شربها أي ذروا ناقة الله وذروا شربها من الماء فلا تعرضوا للماء يوم شربها (فكذبوه) يعني صالحا (فعقروها) يعني الناقة
(٤٩٣)