تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٩٦
سورة الليل (11 18) (وما يغني عنه ماله) الذي بخل به (إذا تردى) قال مجاهد إذا مات وقال قتادة وأبو صالح هوى في جهنم (إن علينا للهدى) يعني البيان قال الزجاج علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلال وهو قول قتادة علي الله بيان حلاله وحرامه قال الفراء يعني سلك الهدى فعلى الله سبيله كقوله تعالى (وعلى الله قصد السبيل) يقول من أراد الله فهو على السبيل القاصد وقيل معناه إ علينا للهدى والإضلال كقوله (بيدك الخير) (وإن لنا للآخرة الأولى) فمن طلبهما من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق (فأنذرتكم) يا أهل مكة (نارا تلظى) أي تتلظى يعني تتوقد وتتوهج (لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب) الرسول (وتولى) عن الإيمان (وسيجنبها الأتقى) يريد بالأشقى الشقي وبالأتقى التقي (الذي يؤتي ماله) يعطي ماله (يتزكى) يطلب أن يكون عند الله زاكيا لا رياء ولا سمعة يعني أبا بكر الصديق في قول الجميع قال ابن الزبير كان أبو بكر يبتاع الضعفة فيعتقهم فقال أبوه أي بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك قال منع ظهري أريد فنزل (وسيجنبها الأتقى) إلى آخر السورة وذكر محمد بن إسحاق قال كان بلال لبعض بني جمع وهو بلال بن رباح واسم أمه حمامة وكان صادق الإسلام طاهر القلب وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره ببطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد فيقول وهو في ذلك البلاء أحد أحد وقال محمد بن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه قال مر به أبو بكر يوما وهم يصنعون به ذلك وكانت دار أبي بكر في نبي جمح فقال لأمية ألا تتقي الله تعالى في هذا المسكين قال أنت أفسدته فأنقذه مما ترى قال أبو بكر أفعل عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه قال قد فعلت فأعطاه أبو بكر غلامه وأخذه فأعتقه ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر ست رقاب بلال سابعهم عامر ين فهيرة شهد بدرا وأحدا وقتل يوم بئر معونة شهيدا وأم عميس وزهرة فأصيب بصرها وأعتقها فقالت قريش ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى فقالت كذبوا وبيت الله ما تضر اللات والعزى وما تنفعان فرد الله إليها بصرها وأعتق النهدية وابنتها وكانتا لامرأة من بني عبد الدار فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما تطحنان لها وهي تقول والله لا
(٤٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 501 ... » »»