تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٩٥
سورة الليل (6 10) (وصدق بالحسنى) قال أبو عبد الرحمن السلمي والضحاك وصدق بلا إله إلا الله وهي رواية عطية عن بان عباس وقال مجاهد بالجنة دليله قوله تعالى (الذين أحسنوا الحسنى) يعني الجنة وقيل صدق بالحسنى أي بالخلف أي أيقن أن الله تعالى سيخلفه وهي رواية عكرمة عن ابن عباس وقال قتادة ومقاتل والكلبي بموعود الله عز ودل الذي وعده أن يفي به (فسنيسره) فسنهيئه في الدنيا (لليسرى) أي للخلة اليسرى وهي العمل بما يرضاه الله عز وجل (وأما من بخل) بالنفقة في الخير (واستغنى) عن ثواب الله فلم يرغب فيه (وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) سنهيئه للشر بأن تجريه على يديه حتى يعمل بما لا يرضى الله فيستوجب به النار قال مقاتل نعسر عليه أن يأتي خيرا وروينا عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مكانها من الجنة أو النار فقال رجل أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال لا ولكن اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل الشقاء فييسرون لعمل أهل الشقاء وأما أهل السعادة فسييسرون لعمل أهل السعادة ثم تلا (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) قيل نزلت في أبي بكر الصديق اشترى بلالا من أمية بن خلف ببردة وعشر أواق فأعتقه فأنزل الله تعالى (والليل إذا يغشى) إلى قوله (إن سعيكم لشتى) يعني سعي أبي بكر وأمية وروى علي بن حجر عن إسحاق عن أبي نجيح عن عطاء قال كان لرجل من الأنصار نخلة وكان له جار يسقط من بلحها في جراه وكان صبيانه يتناولون منه فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعنيها بنخلة في الجنة فأبي فخرج فلقيه أبو الدحداح فقال له هل لك أن تبيعها بحش يعني حائطا له فقال هي لك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اتشتريها مني بنخلة في الجنة قال نعم قال هي لك فدعا النبي صلى الله عليه وسلم جار الأنصاري فقال خذها فأنزل الله تعالى (والليل إذا يغشى) إلى قوله (إن سعيكم لشتى) أبو الدحداح والأنصاري صاحب النخلة (فأما من أعطى واتقى) أبو الدحداح (وصدق بالحسنى فنيسره لليسرى) يعني الجنة (وأما من بخل واستغنى) يعني الأنصاري (وكذب بالحسنى) يعني الثواب (فسنيسره للعسري) يعني النار
(٤٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 500 ... » »»