سورة البلد (12 17) وهبوطا وإن بجنبيه كلاليب وخطاطيف كأنها شوك السعدان فناج مسلم وناج مخدوش ومكردس في النار منكوس فمن الناس من يمر كالبرق الخاطف ومنهم من يمر كالريح العاصف ومنهم من يمر كالفارس ومنهم من يمر عليه كالرجل يعدو ومنهم من يمر كالرجل يسير ومنهم من يزحف زحفا ومنهم الزالون ومنهم من يكردس في النار قال ابن زيد يقول فهلا سلك الطريق التي فيها النجاة ثم بين ما هي فقال (وما أدراك ما العقبة) ما اقتحم العقبة قال سفيان بن عيينة كل شيء قال وما أدراك فإنه أخبر به وما قال وما يدريك فإنه لم يخبر به (فك رقبة أو إطعام) قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (فك) بفتح الكاف (رقبة) نصب (أو أطعم) بفتح الهمزة والميم على الماضي وقرأ الآخرون (فك) برفع الكاف (رقبة) جرأ (أو إطعام) على المصدر وأراد بفك الرقبة اعتاقها وإطلاقها ومن أعتق رقبة كانت الرقبة فداءه من النار أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ثنا أبو جعفر بن محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرباني ثنا حميد بن زنجويه ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث بن سعد حدثين ابن الهاد عن عمر بن علي بن حسين عن سعيد بن حارثة قال سمعته يحدث عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى يعتق فرجه بفرجه أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو منصور السمعاني أنا أبو جعفر الرياني ثنا حميد بن زنجويه ثنا محمد بن كثير العبدي ثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن طلحة بن مصرف اليامي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني علما يدخلني الجنة قال لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة اعتق النسمة وفك الرقبة قال أوليسا واحدا قال لاعتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في ثمنها والمنحة الوكوف والفيء على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسلانك إلا من خير وقال عكرمة قوله (فك رقبة) يعني فك رقبة من الذنوب بالتوبة (أو إطعام في يوم ذي مسبغة) مجاعة يقال سغب يسغب سغبا إذا جاع (يتيما ذا مقربة) أي ذا قرابة يريد يتيما بينك وبينه قرابة (أو مسكينا ذا متربة) قد لصق بالتراب من فقره وضره وقال مجاهد عن ابن عباس هو المطروح في التراب لا يقيه شيء والمتربة مصدر ترب يترب تربا ومتربة إذا افتقر (ثم كان من الذين آمنوا) ثم بين أن هذا القرب إنما تنفع مع الإيمان وقيل (ثم) بمعنى الواو
(٤٩٠)