تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٨١
سورة الفجر (1 3) مكية وهي ثلاثون آية بسم الله الرحمن الرحيم (والفجر) أقسم الله عز وجل بالفجر روى أبو صالح عن ابن عباس قال هو انفجار الصبح كل يوم وهو قول عكرمة وقال عطية عنه صلاة الصبح وقال قتادة هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السنة وقال الضحاك فجر ذي الحجة لأنه قرن به الليالي العشر (وليلا عشر) روي عن ابن عباس أنها العشرالأول من ذي الحجة وهو قول مجاهد وقتادة والضحاك والسدي والكلبي وقال أبو روق عن الضحاك هي العشر الول من شهر رمضان وروى أبو ظبيان عن ابن عباس قال هي العشر الأواخر من شهر رمضن وقال يمن بن رباب هي العشر الأول من المحرم التي عاشرها يوم عاشوراء (والشفع والوتر) قرأ حمزة والكسائي الوتر بكسر الواو وقرأ الآخرون بفتحها واختلفوا في الشفع والوتر قيل الشفع الخلق قال الله تعالى (وخلقناكم أزواجا) والوتر هو الله عز وجل روي ذلك عن أبي سعيد الخدري وهو قول عطية العوفي وقال مجاهد ومسروق الشفع الخلق كله كما قال الله تعالى (ومن كل شيء خلقنا زوجين) الكفر والإيمان والهدى والضلالة والسعادة والشقاوة والليل والنهار والسماء والأرض والبر والبحر والشمس والقمر والجن والإنس والوتر هو الله قال الله تعلى (قل هو الله أحد) قال الحسن وابن زيد الشفع والوتر الخلق كله منه شفع ومنه وتر وروي ذلك عن عمران بن حصين مرفوعا وروى عطية عون ابن عباس الشفع صلاة الغداة والوتر صلاة المغرب وعن عبد الله بن الزبير قال الشفع يوم النفر الأول والوتر يوم النفر الأخير روي أن رجلا سأله عن الشفع والوتر والليالي العشر فقال اما الشفع والوتر فقول الله عز وجل (فمن تعجل في يومين فلا إثم ليه ومن تأخر فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه) فهما الشفع والوتر وأما الليالي العشر فالثمان وعرفة النحر وقال مقاتل بن حيان الشفع الأيام والليالي والوتر اليوم الذي لا ليلة بعده وهو يوم القيامة وقال الحسين بن الفضل الشفع درجات الجنة لأنها ثمان والوتر دركات النار لأنها سبع كأنه أقسم بالجنة
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»