تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٨٧
سورة الفجر (29 30) ولا بملك إلا صلى علهيا حتى يؤتى بها الرحمن فتسجد ثم يقال لميكائيل اذهب بهذه فاجعلها مع أنفس المؤمنين ثم يؤمر فيوسع عليه قبره سبعون ذراعا عرضه وسبعون ذراعا طوله وينبذ له الريحان وإن كان معه شيء من القرآن كفاه نوره وإن لم يكن جعل له نوره مثل الشمس في قبره ويكون مثله مثل العروس ينام فلا يوقظه إلا أحب أهله إليه وإذا توفي الكافر أرسل الله إليه ملكين وأرسل قطعة من بجاد أنتن وأخشن من كل خسن فيقال يا أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى جهنم وعذاب أليم ورب عليكم غضبان وقال أبو صالح في قوله (ارجعي إلى ربك راضية مرضية) قال هذا عند خروجها من الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل (ادخلي في عبادي وادخلي جنتي) وقال آخرون إنما يقال لها ذلك عند البعث ارجعي إلى ربك أي إلى صاحبك وجسدك فيأمر الله الأرواح أن ترجع إلى الأجساد وهذا قول عكرمة وعطاء والضحاك ورواية العوفي عن ابن عباس قال الحسن معناه ارجعي إلى ثواب ربك وكرامته راضية عن الله بما أعد لها مرضية رضي عنها ربها (فادخلي في عبادي) أي مع عبادي في جنتي وقيل في جملة عبادي الصالحين المطيعين المصطفين نظيره (وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين) (وادخلي جنتي) وقال بعض أهل الإشارة يا أيتها النفس المطمئنة إلى الدنيا ارجعي إلى الله بتركها والرجوع إلى الله هو سلوك الآخرة وقال سعيد بن جبير مات ابن عباس بالطائف فشهدت جنازته فجاء طائر لم تر على صورة خلقه فدخل نعشه ثم لم تر خارجا منه فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر ولم ندر من قرأها (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»