سورة الأعلى (15 19) (وذكر اسم ربه فصلى) قال خرج إلى العيد فصلى صلاته وكان ابن مسعود يقول رحم الله امرءا تصدق ثم صلى ثم ثقرأ هذه الآية وقال نافع كان ابن عمر إذا صلى الغداة يعني من يوم العيد قال يا نافع خرجت الصدقة فإن قلت نعم مضى إلى المصلى وإن قلت لا قال فالآن فأخرج فإنما نزلت هذه الآية في هذا (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) وهو قول أبي العالية وابن سيرين وقال بعضهم لا أدري ما وجه هذا التأويل لأن هذه السورة مكية ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة فطر قال الشيخ الإمام محيي السنة رحمه الله يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم كما قال (وأنت حل بهذا البلد) فالسورة مكية وظهر أثر الحل يوم الفتح حتى قال عليه الصلاة والسلام (أحلت لي ساعة من نهار) وكذلك نزل بمكة (سيهزم الجمع ويولون الدبر) قال عمر بن الخطاب كنت لا أري أي جمع يهزم فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول سيهزم الجمع ويولون الدبر وذكر اسم ربه فصلى أي وذكر ربه فصلى وقيل الذكر تكبيرات العيد والصلاة صلاة العيد وقيل الصلاة ههنا الدعاء (بل تؤثرون) قرأ أبو عمرو ويعقوب بالياء يعني الاشقين الذين ذكروا وقرأ الآخرون بالتاء دليله قراءة أبي بن كعب (بل أنتم تؤثرون الحياة الدنيا) (والآخرة خير وأبقى) قال عرفجة الأشجعي كنا عند ابن مسعود فقرأ هذه الآية فقال لنا أتدرون لم آثرنا الحياة الدنيا على الآخرة قلنا لا قال لأن الدنيا أحضرت وعجل لنا طعامها وشرابها ونساؤها ولذاتها وبهجتها وأن الآخرة نعتت لنا وزويت عنا فأحببنا العاجل وتركنا الآجل (إن هذا) يعني ما ذكر من قوله (قد أفلح من تزكى) إلى أربع آيات (لفي الصحف الأولى) أي الكتب الأولى التي أنزلت قبل القرآن ذكر فيها فلاح المتزكي والمصلي وإيثار الخلق الدنيا وأن الآخرة خير وأبقى ثم بين الصحف فقال (صحف إبراهيم وموسى) قال عكرمة والسدي هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا محمد بن أحمد بن مغفل الميداني ثنا محمد بن يحيى ثنا سعيد بن كثير ثنا يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين اللتين يوتر بعدهما بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وفي الوتر بقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس
(٤٧٧)