سورة الفجر (22 28) (وجاء ربك) قال الحسن جاء أمره وقضاؤه وقال الكلبي ينزل حكمه (والملك صفا صفا) قال عطاء يريد صفوف الملائكة وأهل كل سماء صف على حدة قال الضحاك أهل كل سماء إذا نزلوا يوم القيامة كانوا صفا مختلطين بالأرض ومن فيها فيكون سبع صفوف (وجئ يومئذ بجهنم) قال عبد الله بن مسعود ومقاتل في هذه الآية تقاد جهنم سبعين زماما بيد كل زمام سبعين ألف ملك لها تغيظ وزفير حتى تنصب على يسار العرش (يومئذ) يعني يوم يجاء بجهنم (يتذكر الإنسان) يتعظ ويتوب الكافر (وأنى له الذكرى) قال الزجاج يظهر التوبة ومن أين له التوبة (يقول يا ليتني قدمت لحياتي) أي قدمت الخير والعمل الصالح لحياتي في الآخرة أي لآخرتي التي لا موت فيها (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) قرأ الكسائي ويعقوب (لا يعذب) (ولا يوثق) بفتح الذال والثاء على معنى لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله يومئذ ولا يوثق كوثاقه يومئذ وقيل هو رجل بعينه وهو أمية بن خلف يعني لا يعذب كعذاب هذا الكافر أحد ولا يوثق كوثاقه أحد وقرأ الآخرون بكسر البذال والثاء أي لا يعذب أحد في الدنيا كعذاب الله الكافر يومئذ ولا يوثق كوثاقه أحد يعني لا يبلغ أحد من الخلق كبلاغ الله في العذاب والوثاق وهو الاسئار في السلاسل والأغلال قوله عز وجل (يا أيتها النفس المطمئنة) إلى ما وعد الله المصدقة بما قال الله قال مجاهد المطمئنة التي أيقنت أن الله تعالى ربها وصبرت جأشا لأمره وطاعته وقال الحسن المؤمنة الموقنة وقال عطية الراضية بقضاء الله تعالى وقال الكلبي الأمنة من عذاب الله وقيل المطمئنة بذكر الله بيانه قوله (وتطمئن قلوبهم بذكر الله) واختلفوا في وقت هذه المقالة فقال قوم يقال لها ذلك عند الموت فيقال لها (ارجعي إلى ربك) إلى الله (راضية) بالثواب (مرضية) عنك وقال الحسن إذا أراد الله قبضها اطمأنت إلى الله ورضيت عن الله ورضي الله عنها قال عبد الله بن عمرو إذا توفي العبد المؤمن أرسل الله عز وجل ملكين وأرسل إليه بتحفة من الجنة فيقال لها أخرجي يا أيتها النفس المطمئنة أخرجي إلى روح وريحان ورب عنك راض فتخرج كأطيب ريح مسك وجده أحد في أنفه والملائكة على أرجاء السماء يقولون قد جاء من الأرض روح طيبة ونسمة طيبة فلا تمر بباب إلا فتح لها
(٤٨٦)