تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٨٣
سورة الغاشية (9 10) قوة) وقيل سموا ذات العماد لبناء بناه بعضهم فشيد عنده ورفع بناءه يقال بناه شداد بن عاد على صفة لم يخلق في الدنيا مثله وسار إليه في قومه فلما كان منه على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليه وعلى قومه صيحة من السماء فأهلكتهم جميعا (ثمود) أي وبثمود (الذين جابوا الصخر) قطعوا الحجر صخرة واحداتها (بالواد) يعني وادي القرى كانوا يقطعون الجبال فيجعلون فيها بيوتا وأثبت ابن كثير ويعقوب الياء في الوادي وصلا ووقفا على الأصل وأثبتها ورش وصلا والآخرون بحذفها في الحالين على وفق رؤس الآي (وفرعون ذي الأوتاد) سمي بذلك لأنه كان يعذب الناس بالأوتاد وقد ذكرناه في سورة ص أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا ابن فنجويه ثنا مخلد بن جعفر ثنا الحسن بن علوية ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا إسحاق بن بشر عن سمعان عن عطاء عن ابن عباس أن فرعنن إنما سمي ذا الأوتاد لأنه كانت له امرأة وهي امرأة خازنة حزقيل وكان مؤمنا كتم إيمانه مائة سنة وكانت امرأته ماشطة بنت فرعون فبينما هي ذات يوم تمشك رأس بنت فرعن إذ سقط المشط من يدها فقالت تعس من كفر بالله فقالت بنت فرعون وهل بك من إله غير أبي فقالت إلهي وإله أبيك وإله المسوات والأرض واحد لا شريك له فقامت فدخلت على أبيها وهي تبكي فقال ما يبكيك قالت الماشطة امرأة خازنك تزعم أن إلهك وإلهها وإله السماوات والأرض واحد لا شريك له فأرسل إليها فسألها عن ذلك فقالت صدقت فقال لها ويحك اكفري بإلهك وأقري بأني إلهك قالت لا أفعل فمدها بين أربعة أوتاد ثم أرسل عليها الحيات والعقارب وقال هلا اكفري بالله وإلا عذبتك بهذا العذاب شهرين فقالت له ولو عذبتني سبعني شهرا ما كفرت بالله وكان لها ابنتان فجاء بابنتها الكبرى فذبحها على قلبها وقال لها اكفري بالله وإلا ذبحت الصغرى على فيك وكانت رضيعا فقالت لو ذبحت من على وجه الأرض على في ما كفرت بالله عز وجل فأتى بابنتها الصغرى فلما اضطعت على صدرها وأرادوا ذبحها جزعت المرأة فأطلق الله لسان ابنتها فتكلمت وهي من الأربعة الذين تكلموا أطفالا فقالت يا أماه لا تجزعي فإن الله قد بنى لك بيتا في الجنة اصبري فإنك تفضي إلى رحمه الله وكرامته فذبحت فلم تلبث أن ماتت فأسكنها الله الجنة قال وبعث في طلب زوجها حزقيل فلم يقدروا عليه فقيل لفرعون إنه قد رؤي في موضع كذا في جبل كذا فبعث رجلين في ططلبه فانتهيا إليه وهو يصلي ويليه صفوف من الوحش خلفه يصلون فلما رأيا ذلك انصرفا فقال حزقيل اللهم إنك تعلم أني كتمت إيماني مائة سنة ولم يظهر على أحد فأيما هذان الرجلين كتم علي فاهده إلى دينك وأعطه من الدنيا سؤله وأيما هذين الرجلين أظهر علي فعجل عقوبته في الدنيا واجعل مصيره في الآخرة إلى النار فانصرف الرجلان إلى فرعون فأما أحدهما فاعتبر وآمن وأم الآخر فأخبر فرعون بالقصة على رؤس الملاء فقال له فرعون وهل كان معك غيرك
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»