سورة الغاشية (7 17) اليابس الذي يبس له ورق وهو في الآخرة شوك من نار جاء في الحديث عن ابن عباس الضريع شيء في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار قال أبو الدرداء والحسن إن الله تعالى يرسل على أهل النار الجوع حتى يعدل عندهم ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بالضريع ثم يستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالماء فيستسقون فيعطشهم ألف سنة ثم يسقون من عين آنية شربة لا هنيئة ولا مريئة كلما أدنوه من وجوههم سلخ جلود وجوههم وشواها فإذا وصل إلى بطونهم قطعها فذلك قوله (وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم) قال المفسرون فلما نزلت هذه الآية قال المشركون إن إبلنا لتسمن على الضريع وكذبوا في ذلك فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطبا تسمى شبرقا فإذا يبس لا يأكله شيء فأنزل الله (لا يسمن ولا يغني من جوع) ثم وصف أهل الجنة فقال (وجوه يومئذ ناعمة) قال مقاتل في نعمة وكرامة (لسعيها) في الدنيا (راضية) في الآخرة حين أعطيت الجنة بعملها (في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية) لغوا وباطلا قرأ أهل مكة والبصرة (لا يسمع) بالياء وضمها (لاغية) رفع وقرأ نافع بالتاء وضمها (لاغية) رفع وقرأ الآخرون بالتاء وفتحها (لاغية) بالنصب على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم (فيها عين جارية فيها سرر مرفوعة) قال ابن عباس ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت مرتفعة ما لم يجيء أهلها فإذا أراد أن يجلس عليها تواضعت له حتى يجلس عليها ثم ترتفع إلى مواضعها (وأكواب موضوعة) عندهم (ونمارق) وسائد ومرافق (مصفوفة) بعضها بجنب بعض واحدتها نمرقة بضم النون (وزرابي) يعني البسط العريضة قال ابن عباس هي الطنافس التي لها حمل واحدتها زربية (مبثوثة) مبسوطة وقيل متفرقة في المجالس (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) قال أهل التفسير لما نعت الله تعالى في هذه السورة ما في الجنة عجب من ذلك أهل الكفر وكذبوه فذكر لهم الله تعالى صنعه فقال (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) وكانت الإبل أعظم عيس العرب لهم فيها منافع كثيرة فكما صنع لهم ذلك في الدنيا صنع لأهل
(٤٧٩)