تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٤٤
النازعات الآية 15 27 تسمي الفلاة ووجه الأرض ساهرة قال بعض أهل اللغة تراهم سموها ساهرة لأن فيها نوم الحيوان وسهرهم قال سفيان هي أرض الشام وقال قتادة هي جهنم 15 قوله عز وجل (هل أتاك حديث موسى) يقول قد جاءك يا محمد حديث موسى 16 (إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى) 17 فقال يا موسى (اذهب إلى فرعون إنه طغى) علا وتكبر وكفر بالله 18 (فقل هل لك إلى أن تزكى) قرأ أهل الحجاز ويعقوب بتشديد الزاي أي تتزكى وتتطهر من الشرك وقرأ الآخرون بالتخفيف أي تسلم وتصلح قال ابن عباس تشهد أن لا إله إلا الله 19 (وأهديك إلى ربك فتخشى) أي أدعوك إلى عبادة ربك وتوحيده فتخشى عقابه 20 (فأراه الآية الكبرى) وهي العصا واليد البيضاء 21 (فكذب) بأنهما من الله (وعصى) 22 (ثم أدبر) تولى وأعرض عن الإيمان (يسعى) يعمل بالفساد في الأرض 23 (فحشر) فجمع قومه وجنوده (فنادى) لما اجتمعوا 24 (فقال أنا ربكم الأعلى) فلا رب فوقي وقيل أراد أن الأصنام أرباب وأنا ربكم وربها 25 (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى) قال الحسن وقتادة عاقبه الله فجعله نكال الآخرة والأولى أي في الدنيا بالغرق وفي الآخرة بالنار وقال مجاهد وجماعة من المفسرين أراد بالآخرة والأولى كلمتي فرعون قوله (ما علمت لكم من إليه غيري) وقوله (أنا ربكم الأعلى) وكان بينهما أربعون سنة 26 (إن في ذلك) الذي فعل بفرعون حين كدب وعصى (لعبرة) عظة (لمن يخشى) الله عز وجل 27 ثم خاطب منكري البعث فقال (أأنتم أشد خلقا أم السماء) يعني أخلقكم بعد الموت أشد عندكم وفي تقديركم أم السماء وهما في قدرة الله واحد كقوله (لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس) ثم وصف من خلق السماء فقال (بناها)
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»