النبأ الآية 19 25 19 (وفتحت السماء) قرأ أهل الكوفة فتحت بالتخفيف وقرأ الآخرون بالتشديد أي شقت لنزول الملائكة (فكانت أبوابا) أي ذات أبواب وقيل تنحل وتتناثر حتى تصير فيها أبواب وطرق 20 (وسيرت الجبال) عن وجه الأرض (فكانت سرابا) أي هباء منبثا لعين الناظر كالسراب 21 (إن جهنم كانت مرصادا) طريقا وممرا فلا سبيل لأحد إلى الجنة حتى يقطع النار وقيل كانت مرصادا أي معدة لهم يقال أرصدت الشيء إذا أعددته له وقيل هو من رصدت الشيء أرصده إذا ترقبته والمرصاد المكان الذي يرصد الراصد فيه العدو وقوله (إن جهنم كانت مرصادا) أي ترصد الكفار وروى مقسم عن ابن عباس أن على جسر جهنم سبع محابس يسئل العبد عند أولها عن شهادة أن لا إله إلا الله فإن جاء بها تامة جاز إلى الثاني فيسئل عن الصلاة فإن جاء بها تامة جاز إلى الثالث فيسئل عن الزكاة فإن جاء بها تامة جاز إلى الرابع فيسئل عن الصوم فإن جاء به تاما جاز إلى الخامس فيسئل عن الحج فإن جاء به تاما جاز إلى السادس فيسئل عن العمرة فإن جاء بها تامة جاز إلى السابع فيسئل عن المظالم فإن خرج منها وإلا يقال انظروا فإن كان له تطوع أكمل به أعماله فإذا فرغ انطلق به إلى الجنة 22 (للطاغين) للكافرين (مآبا) مرجعا يرجعون إليه 23 (لابثين) قرأ حمزة ويعقوب (لبثين) بغير ألف وقرأ العامة (لابثني) بالألف وهما لغتان (فيها أحقابا) جمع حقب والحقب الواحد ثمانون سنة كل سنة اثنا عشر شهرا كل شهر ثلاثون يوما كل يوم ألف سنة روي ذلك عن علي بن أبي طالب وقال مجاهد الأحقاب ثلاثة وأربعون حقبا كل حقب سبعون خريفا كل خريف سبعمائة سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم ألف سنة قال الحسن إن الله لم يجعل لأهل النار مدة بل قال (لا بثين فيها أحقابا) فوالله ما هو إلا إذا مضى حقب دخل آخر ثم آخر إلى الأبد فليس للأحقاب عدة إلا الخلود وروى السدي عن مرة عن عبد الله قال لو علم أهل النار أنهم يلبثون في النار عدد حصى الدنيا لفرحوا ولو علم أهل الجنة أنهم يلبثون في الجنة عدد حصى الدنيا لحزنوا وقال مقاتل بن حيان الحقب الواحد سبع عشرة ألف سنة قال وهذه الآية منسوخة نسختها (فلن نزيدكم إلا عذابا) يعني أن العدد قد ارتفع والخلود قد حصل 24 (لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا) روي عن ابن عباس أن البرد النوم ومنه ما قال الكسائي وأبو عبيدة تقول العرب منع البرد البرد أي أذهب البرد النوم وقال الحسن وعطاء لا يذوقون فيها برد أي روحا وراحة قال مقاتل لا يذوقون فيها بردا ينفعهم من حر ولا شرابا ينفعهم من عطش 25 (إلا حميما وغساقا) قال الغساق الزمهرير يحرقهم ببرده وقيل صديد أهل النار وقد ذكرناه في سورة ص
(٤٣٨)