تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٥
الجن الآية 20 27 عليه ليبطلوا الحق الذي جاءهم به ويطفؤا نور الله فأبى الله إلا أن يتم نوره ويتم هذا الأمر وينصره على من ناوأه وقرأ هشام عن ابن عامر (لبدا) بضم اللام وأصل اللبد الجماعات بعضها فوق بعض ومنه سمي اللبد الذي يفرش لتراكمه وتلبد الشعر إذا تراكم 20 (قل إنما ادعوا ربي) قرأ أبو جعفر وعاصم وحمزة (قل) على الأمر وقرأ الآخرون (قال) يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أدعو ربي قال مقاتل وذلك أن كفار مكة قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم لقد جئت بأمر عظيم فارجع عنه فنحن نجيرك فقال لهم إنما أدعو ربي (ولا أشرك به أحدا) 21 (قل إني لا أملك لكم ضرا) لا أقدر أن أدفع عنكم ضرا (ولا رشدا) أي لا أسوق لكم أو إليكم رشدا أي خيرا يعني أن الله يملكه 22 (قل إني لن يجيرني من الله أحد) لن منعني منه أحد إن عصيته (ولن أجد من دونه ملتحدا) ملجأ أميل إليه ومعنى الملتحد أي المائل قال السدي حرزا وقال الكلبي مدخلا في الأرض مثل السرب 23 (إلا بلاغا من الله ورسالاته) ففيه الجوار والأمن والنجاة قاله الحسن قال مقاتل ذلك الذي يجيرني من عذاب الله يعني التبليغ وقال قتادة إلا بلاغا من الله فذلك الذي أملكه بعون الله وتوفيقه وقيل لا أملك لكم ضرا ولا رشدا لكن أبلغ بلاغا من الله فإنما أنا مرسل به لا أملك إلا ما ملككت (ومن يعص الله ورسوله) ولم يؤمن (فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) 24 (حتى إذا رأوا ما يوعدون) يعني العذاب يوم القيامة (فسيعلمون) عند نزول العذاب (من أضعف ناصرا وأقل عددا) أهم أم المؤمنون 25 (قل إن أدري) أي ما أدري (أقريب ما توعدون) من العذاب وقيل يوم القيامة (أم يجعل له ربي أمدا) 26 27 (عالم الغيب) رفع على نعت أجلا وغاية تطول مدتها يعني أن علم وقت العذاب غيب لا يعلمه إلا
(٤٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 410 ... » »»