الجن الآية 17 19 17 وقوله تعالى (لنفتنهم فيه) أي لنختبرهم كيف شكرهم فيما خولوا وهذا قول سعيد بن المسي وعطاء بن أبي رواح والضحاك وقتادة ومقاتل والحسن وقال آخرون معناها وأن لو استقاموا على طريقة الكفر والضلالة لأعطيناهم مالا كثيرا ولوسعنا عليهم لنفتنهم فيه عقوبة لهم واستدراجا حتى يفتتنوا بها فنعذبهم وهذا قول الربيع بن أنس وزيد بن أسلم والكلبي وابن كيسان كما قال الله (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء) الآية (ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه) قرأ أهل الكوفة ويعقوب (يسلكه) بالياء وقرأ الآخرون بالنون أي ندخله (عذابا صعدا) قال ابن عباس شاقا والمعنى ذا صعد أي ذا مشقة قال قتادة لا راحة فيه وقال مقاتل لا فرح فيه قال الحسن لا يزداد إلا شدة والأصل فيه أن الصعود يشق على الإنسان 18 (وأن المساجد لله) يعني الموضاع التي بنيت للصلاة وذكر الله (فلا تدعوا مع الله أحدا) قال قتادة كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله فأمر الله المؤمنين أن يخلصوا لله الدعوة إذا دخلوا المساجد وأراد بها المساجد كلها وقال الحسن أراد بها البقاع كلها لأن الأرض جعلت كلها مسجدا للنبي صلى الله عليه وسلم وقال سعيد بن جبير قالت الجن للنبي صلى الله عليه وسلم كيف لنا أن نشهد معك الصلاة ونحن ناؤن فنزلت (وأن المساجد لله) وروي عن سعيد بن جبير أيضا أن المراد بالمساجد الأعضاء التي يسجد عليها الإنسان وهي سبعة الجبه واليدان والركبتان والقدمان يقول هذه الأعضاء التي يقع عليها السجود مخلوقة لله فلا تسجدوا عليها لغيره أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسين الهلالي والسري بن خزيمة قالا ثنا يعلى بن أسد ثنا وهيب عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء الجبهة وأشار بيده إليها واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا أكف الثوب ولا الشعر \ فإن جعلت المساجد موضاع الصلاة فواحدها مسجد بكسر الجيم وإن جعلتها الأعضاء فواحدها مسجد بفتح الجيم 19 (وأنه) قرأ نافع وأبو بكر بكسر الهمزة وقرأ الباقون بفتحها (لما قام عبد الله) يعني النبي صلى الله عليه وسلم (يدعوه) يعني يعبده ويقرأ القرآن وذلك حين كان يصلي ببطن نخلة ويقرأ القرآن (كادوا) يعني الجن (يكونون عليه لبدا) أي يركب بعضهم بعضا ويزدحمون حرصا على استماع القرآن هذا قول الضحاك ورواية عطية عن ابن عباس وقال سعيد بن جبير عنه هذا من قول النفر الذين رجعوا إلى قومهم من الجن أخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واقتدائهم به في الصلاة وقال الحسن وقتادة وابن زيد يعني لما قام عبد الله بالدعوة تلبدت الإنس والجن وتظاهروا
(٤٠٤)