تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٠
الملك الآية 3 8 3 (الذي خلق سبع سماوات طباقا) طبقا على طبق بعضها فوق بعض (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) قرأ حمزة والكسائي من تفوت بتشديد الواو بلا ألف وقرأ الآخرون بتخفيف الواو وألف قبها وهما لغتان كالتحمل والتحامل والتظره والتظاهر ومعناه ما ترى يا ابن آدم في خلق الرحمن من اعوجاج واختلاف وتناقض بل هي مستقيمة مستوية وأصله من الفوت وهو أن يفوت بعضها بعضا لقلة استوائها (فارجع البصر) كرر النظر معناه انظر ثم ارجع (هل ترى من فطور) شقوق وصدوع 4 (ثم ارجع البصر كرتين) قال ابن عباس مرة بعد مرة (ينقلب) ينصرف ويرجع (إليك البصر خاسئا) صاغرا ذليلا مبعدا لم ير ما يهوي (وهو حسير) كليل منقطع لم يدرك ما طلب وروي عن كعب أنه قال السماء الدنيا موج مكفوف والثانية من درة بيضاء والثالثة حديد والرابعة صفراء وقال نحاس والخامسة فضة والسادسة ذهب والسابعة ياقوتة حمراء ومن السماء السابعة إلى الحجب السبعة صحارى نور 5 (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) أراد الأدنى من الأرض وهي التي يراها الناس وقوله (بمصابيح) الكواكب واحدها مصباح وهو السراج سمي الكوكب مصباحا لإضاءته (وجعلناها رجوما) مرامي (للشياطين) إذا استرقوا السمع (وأعتدنا لهم) في الآخرة (عذاب السعير) النار الموقدة 6 7 (وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا) وهو أول نهيق الحمار وذلك أقبح الأصوات (وهي تفور) تغلي بهم كغلي المرجل وقال مجاهد تفور بهم كما يفور الماء الكثير بالحب القليل 8 (تكاد تميز) تتقطع (من الغيظ) من تغيظها عليهم قال ابن قتيبة تكاد تنشق غيظا على الكفار (كلما ألقي فيها فوج) جماعة منهم (سألهم خزنتها) سؤال توبيخ (ألم يأتكم نذير) رسول ينذركم
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»