تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٩
النبي صلى الله عليه وسلم قال \ حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون \ سورة الملك مكية وهي ثلاثون آية الملك الآية 1 2 1 2 (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة) قال عطاء عن ابن عباس يريد الموت في الدنيا والحياة في الآخرة وقال قتادة أراد موت الإنسان وحياته في الدنيا جعل الله الدنيا دار حياة وفناء وجعل الآخرة دار جزاء وبقاء قيل إنما قدم الموت لأنه إلى القهر أقرب وقيل قدمه لأنه أقدم لأن الأشياء في الابتداء كانت في حكم الموت كالنطفة والتراب ونحوهما ثم طرأت عليها الحياة وقال ابن عباس خلق الموت على صورة كبش أملح لا يمر بشيء ولا يجد ريحه شيء إلا مات وخلو الحياة على صورة فرس بلقاء أنثى وهي التي كان جبريل والأنبياء يركبونها لا تمر بشيء ولا يجد ريحها شيء إلا حي وهي التي أخذ السامري قبضة من أثرها فألقى على العجل فحي (ليبلوكم) فيما بين الحياة إلى الموت (أيكم أحسن عملا) روي عن ابن عمر مرفوعا أحسن عملا أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله وقال الفضيل بن عياض أحسن عملا أخلصه وأصوبه وقال العمل لا يقبل حتى يكون خالصا صوابا فالخالص إذا كان لله والصواب إذا كان على السنة وقال الحسن أيكم أزهد في الدنيا وأترك لها وقال الفراء لم تقع البلوى على أي إلا وبينهما إضما ركما تقول بلوتكم لأنظر أيكم أطوع ومثله سلهم أيهم بذلك زعيم أي سلهم وانظر أيهم فإن رفع على الابتداء وأحسن خبره (وهو العزيز) في انتقامه ممن عصاه (الغفور) لمن تاب إليه
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»