تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٧١
الملك الآية 9 16 9 (قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا) للرسل (ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير) 10 (وقالوا لو كنا نسمع) من الرسل ما جاؤنا به (أو نعقل) منهم وقال ابن عباس لو كنا نسمع الهدى أن نعقله فنعمل به (ما كنا في أصحاب السعير) قال الزجاج لو كنا نسمع سمع من يعي ويتفكر أو نعقل عقل من يميز وينظر ما كنا من أهل النار 11 (فاعترفوا بذنبهم فسحقا) بعدا (لأصحاب السعير) قرأ أبو جعفر والكسائي (فسحقا) بضم الحاء وقرأ الباقون بسكونها وهما لغتان مثل الرعب والرعب والسحت والسحت 12 13 (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور) قال ابن عباس نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخبره جبريل عليه السلام بما قالوا فقال بعضهم لبعض أسروا قولكم كي لا يسمع إله محمد 14 فقال الله جل ذكره (ألا يعلم من خلق) ألا يعلم ما في الصدور من خلقها (وهو اللطيف الخبير) لطيف علمه في القلوب الخبير بما فيها من السر والوسوسة وقيل (من) يرجع إلى المخلوق أي ألا يعلم الله مخلوقه 15 (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا) سهلا لا يمتنع المشي فيها بالحزونة (فامشوا في مناكبها) قال ابن عباس وقتادة في جبالها وقال الضحاك في آكامها وقال مجاهد في طرقها وفجاجها قال الحسن في سبلها وقال الكلبي في أطرافها وقال مقاتل في نواحيها قال الفراء في جوانبها والأصل في الكلمة الجانب ومنه منكب الرجل الريح النكباء وتنكب فلان (وكلوا من رزقه) مما خلقه رزقا لكم في الأرض (وإليه النشور) أي وإليه تبعثون من قبوركم 16 ثم خوف الكفار فقال (أأمنتم من في السماء) قال ابن عباس أي عذاب من في السماء إن عصيتموه (أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور) قال الحسن تتحرك بأهلها وقيل تهوي بهم والمعنى أن الله تعالى يحرك الأرض عند الخسف بهم حتى تلقيهم إلى أسفل تعلو عليهم وتمر فوقهم يقال مار يمور إذا جاء وذهب
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»