تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٣
الملك الآية 28 30 الله وإنما أنا نذي مبين فلما رأوه) يعني العذاب في الآخرة على قول أكثر المفسرين وقال مجاهد يعني العذاب ببدر (زلفة) أي قريبا وهو اسم يوصف به المصدر يستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والاثنان والجمع (سيئت وجوه الذين كفروا) اسودت وعلتها الكآبة فالمعنى قبحت وجوههم بالسواد يقال ساء الشيء يسور فهو سيىء يساء إذا قبح (وقيل) لها أي قال لهم الخزنة (هذا) أي هذا العذاب (الذي كنتم به تدعون) تفتعلون من الدعاء أي أن تدعوه وتتمنوه أنه يجعله لكم وقرأ يعقوب تدعون بالتخفيف وهي قراءة قتادة ومعناهما واحد مثل تذكرون وتذكرون 28 (قل) يا محمد لمشركي مكة الذين يتمنون هلاكك (أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي) من المؤمنين (أو رحمنا) فأبقاها إلى منتهى آجالنا (فمن يجير الكافرين من عذاب أليم) فإنه واقع بهم لا محالة وقيل معناه أرأيتم إن أهلكني الله فيعذبني ومن معي أو رحمنا فيغفر لنا فنحن مع إيماننا خائفون أن يهلكنا بذنوبنا لأن حكمه نافذ فينا فمن يجير الكافرين فمن يجركم ويمنعكم من عذابه وأنتم كافرون وهذا معنى قول ابن عباس 29 (قل هو الرحمن) الذي نعبده (آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون) قرأ الكسائي بالياء وقرأ الباقون بالتاء (من هو في ضلال مبين) أي ستعلمون عند معاينة العذاب من الضال أنحن أم أنتم 30 (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا) أي غائرا ذاهبا في الأرض لا تناله الأيدي والدلاء قال الكلبي ومقاتل يعني ماء زمزم (فمن يأتيكم بماء معين) ظاهر تراه العيون وتناله الأيدي والدلاء وقال عطاء عن ابن عباس معين أي جار أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسن الفارسي ثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد ثنا أبو يحيى البزاز ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو داود ثنا عمران عن قتادة عن ابن عباس الجشمس عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته يوم القيامة وأدخلته الجنة وهي سورة تبارك
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»