تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٦٧
التحريم الآية 6 9 وقيل داعيات وقيل مصليات (تائبات عابدات سائحات) صائمات وقال زيد بن أسلم مهاجرات وقيل يسحن معه حيث ما ساح (ثيبات وأبكارا) وهذا في الأخبار عن القدرة لا عن الكون لأنه قال (إن طلقكن) وقد علم أنه لا يطلقهن وهذا كقوله (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) وهذا إخبار عن القدرة لأن في الوجود أمة هم خير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم 6 قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم) قال عطاء عن ابن عباس أي بالانتهاء عما نهاكم الله تعالى عنه والعمل بطاعته (وأهليكم نارا) يعني مروهم بالخير وانهوهم عن الشر وعلموهم وأدبوهم تقوهم بذلك نارا (وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة) يعني خزنة النار (غلاظ) فظاظ على أهل النار (شداد) أقوياء يدفع الواحد منهم بالدفعة الواحدة سبعين ألفا في النار وهم الزبانية لم يخلق الله فيهم الرحمة (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) 7 8 (يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) قرأ الحسن وأبو بكر عن عاصم (نصوحا) بضم النون وقرأ العامة بفتحا أي توية ذات نصح تنصح صاحبها بترك العود إلى ما تاب منه واختلفوا في معناه قال عمر وأبي ومعاذ التوبة النصوح أن يتوب ثم لا يعود إلى الذنب كما لا يعود اللبن إلى الضرع قال الحسن هي أن يكون العبد نادما على ما مضى مجمعا على ألا يعود فيه قال الكلبي أن يستغفر باللسان ويندم بالقلب ويمسك بالبدن قال سعيد بن المسيب توبة تنصحون بها أنفسكم قال القرظي يجمعها أربعة أشياء الاستغفار باللسان والأقلام بالأبدان واضمار ترك العود بالجنان ومهاجرة سئ الإخوان (عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) أي لا يعذبهم الله بدخول النار (نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم) على الصراط (يقولون) إذ طفىء نور المنافقين (ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير) 9 (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير) ثم ضرب الله مثلا للصالحين والصالحات من النساء
(٣٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»