التحريم الآية 5 استغفر لي فاعتزل النبي صلى الله عليه وسلم وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث حين أفشته حفصة إلى عائشة تسعا وعشرين ليلة وكان يقول ما أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حين عاتبه الله تعالى فلما مضت تسعا وعشرون ليلة دخل على عائشة رضي الله عنها فبدأ بها فقالت له عائشة يا رسول الله إنك كنت أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا فإنما أصبحت من تسع وعشرين ليلة أعدها عدا فقال الشهر تسع وعشرون وكان ذلك الشهر تسعا وعشرين ليلة قالت عائشة ثم أنزل الله آية التخيير فبدأ بي أول امرأة من نسائه فأخترته ثم خير نساءه كلهن فقلن مثل ما قالت عائشة أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمر الله تعالى أن يخير أزواجه فبدأ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تعجلي بالجواب حتى تستأمري أبويك وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ثم قال (يا أيها النبي قل لأزواجك) إلى تمام الآيتين فقلت أو في هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن يعسى ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج حدثني زهير بن حرب ثنا عمر بن يونس الحنفي ثنا عكرمة بن عمار عن سماك بن زميل حدثنا عبد الله بن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه وذكر الحديث وقال دخلت عليه فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكرم والمؤمنون معك وقلما تكلمت وأحمد الله تعالى بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول ونزلت هذه الآية (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) قوله (وإن تظاهرا عليه) أي تتظاهر أو تتعاونا على أذى النبي صلى الله عليه وسلم قرأ أهل الكوفة بتخفيف الظاء والآخرون بتشديدها (فإن الله هو مولاه) أي وليه وناصره قوله (وجبريل وصالح المؤمنين) روي عن ابن مسعود وأبي بن كعب (وصالح المؤمنين) أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وقال الكلبي هم المخلصون الذي ليسوا بمنافقين قوله (والملائكة بعد ذلك ظهير) قال مقاتل بعد الله وجبريل وصالح المؤمنين ظهير أي أعوان للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا من الواحد الذي يؤدي عن الجمع كقوله (وحسن أولئك رفيقا) 5 (عسى ربه إن طلقكن) أي واجب من الله إن طلقكن رسوله (أن يبدله أزواجا خيرا منكم مسلمات) خاضعات لله بالطاعة (مؤمنات) مصدقات بتوحيد الله (قانتات) طائعات
(٣٦٦)