تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٨٠
القلم الآية 21 31 12 (فتنادوا مصبحين) نادى بعضهم بعضا لما أصبحوا 22 (أن اغدوا على حرثكم) يعني الثمار والزروع والأعناب (إن كنتم صارمين) قاطعين للنخل 23 (فانطلقوا) مشوا إليها (وهم يتخافتون) يتسارون يقول بعضهم لبعض سرا 24 25 (أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين وغدوا على حرد) الحرد في اللغة يكون بمعنى القصد والمنع والغضب قال الحسن وقتادة وأبو العالية على جد وجهد وقال القرظي ومجاهد وعكرمة على أمر مجتمع قد أسسوه بينهم وهذا على معنى القصد لأن القاصد إلى الشيء جاد مجمع على الأمر وقال أبو عبيدة والقتيبي غدوا من بيتهم على منع المساكين يقال حاردت السنة إذا لم يكن لها مطر وحاردت الناقة إذا لم يكن لها لبن وقال الشعبي وسفيان على حنق وغضب من المساكين وعن ابن عباس على قدرة (قادرين) عند أنفسهم على جنتهم وثمارها لا يحول بينها وبينهم أحد 26 (فلما رأوها قالوا إنا لضالون) أي لما رأوا الجنة محترقة قالوا إنا لمخطئون الطريق أضللنا مكان جنتنا ليست هذه بجنتنا 27 فقال بعضهم (بل نحن محرومون) حرمنا خيرها ونفعها لمنعنا المساكين وتركنا الاستثناء 28 (قال أوسطهم) أعدلهم وأعقلهم وأفضلهم (ألم أقل لكم لولا تسبحون) هلا تستثنون أنكر عليهم ترك الاستثناء في قولهم ليصرمنها مصبحين وسمي الاستثناء تسبيحا لأنه تعظيم لله وإقرار بأنه لا يقد رأحد على شيء إلا بمشيئته وقال أبو صالح كان استثناؤهم سبحان الله وقيل هلا تسبحون الله وتقولوا سبحان الله وتشكرونه على ما أعطاكم وقيل هلا تستغفرونه من فعلكم 29 (قالوا سبحان ربنا) نزهوه عن أن يكون ظالما فيما فعل وأقروا على أنفسهم بالظلم فقالوا (إنا كنا ظالمين) بمنعنا المساكين 30 (فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) يلوم بعضهم بعضا في منع المساكين حقوقهم ونادوا على أنفسهم بالويل 31 (قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين) في منعنا حق الفقراء وقال ابن كيسان طغينا نعم الله فلم نشكرها ولم نصنع ما صنع آباؤنا من قبل
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»