تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٦١
الطلاق الآية 8 12 8 قوله عز وجل (وكأين من قرية عتت) عصت وطغت (عن أمر ربها ورسله) أي وأمر رسله (فحاسبناها حسابا شديدا) بالمناقشة والاستقصاء قال مقاتل حاسبها بعملها في الدنيا فجاراها بالعذاب وهو قوله (وعذبناها عذابا نكرا) منكرا فظيعا وهو عذاب النار لفظهما ماض ومعناهما الاستقبال وقيل في الآية تقديم وتأخير مجازها فعذبناها في الدنيا بالجوع والقحط والسيف وسائر البلايا وحاسبناها في الآخرة حسابا شديدا 9 (فذاقت وبال أمرها) جزاء أمرها وقيل ثقل عاقبة كفرها (وكان عاقبة أمرها خسرا) خسرانا في الدنيا والآخرة 10 (أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا) يعني القرآن 11 (رسولا) بدلا من الذكر وقيل أنزل إليكم قرآنا وأرسل رسولا وقيل مع الرسول وقيل الذكر هو الرسول وقيل ذكرا أي شرفا ثم بين ما هو فقال (يتلو عليكم آيات الله مبينا ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله رزقا) يعني الجنة التي لا ينقطع نعيمها 12 (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) في العدد (يتنزل الأمر بينهن) بالوحي من السماء السابعة إلى الأرض السفلى قال أهل المعاني هو ما يدبر فيهن من عجيب تدبيره فينزل المطر ويخرج النبات ويأتي بالليل والنهار والصيف والشتاء ويخلق الحيوان على اختلاف هيئاتها وينقلها من حال إلى حال وقال قتادة في كل أرض من أرضه وسماء من سمائه خلق من خلقه وأمر من أمره وقضاء من قضائه (لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما) فلا يخفى عليه شيء
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»